![](https://thingfromuntil.com/wp-content/uploads/2024/12/IMG_1402-1024x576.png)
مرحباً بك يا صديقي …
عادت سوريا كوطن حقيقي صديق لشعبه وصار بإمكان السوريين العودة والاستقرار فيه أو زيارته على الأقل.
وأنا أنتظر في صبر تلك اللحظة التي سيتاح لي فيها زيارة مدينتي حلب واستعادة ذكرياتي الكثيرة هناك .. استعادتها عن طريق الواقع لا عن طريق الخيال.
كنت قد نسيت أموراً كثيراً تتعلق بتفاصيل المكان وتفاصيل أحداث هناك مضى عليها عشرات السنين .. ولكن التحرير أنعش ذاكرتي وبت قادراً على استرجاع أمور كثيرة ومعها أوصاف وملامح تلك الأماكن التي شكلت حاضنة لتجوالي اليومي.
يتحدثون دائماً عن تلك الصدمة التي تشعر بها عندما تزور مكاناً اضطررت للانقطاع عنه لسنوات طويلة .. هنا يبدأ الصراع والتجاذب بين الصورة القديمة المشبعة بها ذاكرتك وبين الصورة الفعلية التي لن تكون مبهجة في الغالب.
أتوقع ذلك وأتهيأ له لكي أحاول تخفيف الصدمة وخيبة الأمل .. أعرف أن افتراضاتي مثالية وخارجة عن الواقع وأن هناك أموراً عديدة قد تغيرت بحكم الزمن والاهمال والمعاناة.
بكل الأحوال أنا بحاجة لتلك الصدمة لكي تستعيد ذاكرتي عافيتها وتتسامح بين ما كان وما جرى.
ومهما حوت الصورة من تجاعيد وهموم وآلام .. تبقى الملامح القديمة متوارية بانتظار قلوب تراها وتتعرف عليها.
مرحباً بك مرة أخرى …..
لنفتح الصندوق مرة أخرى
منذ حوالي السنتين رأيت اقتراحاً على اليوتيوب بمشاهدة حلقة اذاعية من قناة بارانورمال .. كانت الحلقة بعنوان الكونتيسة وهي مستوحاة من إحدى قصص الجزء الثاني من سلسلة الآن نفتح الصندوق للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله.
أعجبتني الحلقة لدرجة أنني سمعتها عدة مرات .. الاخراج والأداء الصوتي كان متميزاً وشعرت بأنه متناسب تماماً مع روح السلسلة وبت أتابع الأعمال الاذاعية على تلك القناة باستمرار وتكون لدي مع الوقت رغبة بأن تتحول إحدى قصصي الى أحد تلك الأعمال.
ولكن كيف سيحدث ذلك والقناة مخصصة بالمجمل لأعمال كاتب معين !؟
أنا قارئ لقصص أحمد خالد توفيق منذ زمان طويل لو افترضنا أنك تستطيع وصف ثلاثين سنة بالزمن الطويل .. لست قارئاً فقط بل أعتبر نفسي أحد أبناءه الذي كان يفخر بهم دائماً في مقابلاته .. أضف الى ذلك هوايتي في الكتابة وخصوصاً كتابة القصص وتحديداً قصص الرعب .. ككاتب أنت تنتج غالباً ما تقرأه أو على الأقل يتأثر به طابع كتاباتك.
مع كل هذا ومع الرغبة بتحقيق ذلك الحلم بدأت بالتفكير في كتابة قصة تحمل طابع سلسلة الان نفتح الصندوق وبنفس أبطالها ..
قد يسألني أحدهم عن جدوى كتابة قصة تنتمي لعالم كاتب آخر .. والحقيقة أنني أعتبر ذلك امتداداً للكاتب الراحل نفسه باعتباري أحد أبناءه وشكلاً من أشكال التعبير عن الامتنان لتلك الساعات الرائعة التي قضيتها وأقضيها باستمرار بين أحضان مؤلفاته.
هذه قصة تحمل الملامح الأساسية لكتابات الكاتب الأب ولكن السرد والتفاصيل والحبكة آت من أحد أبناء ذلك الكاتب.
بقي وجود طريقة لوصول القصة الى صاحب القناة وقبوله بها … هنا كان دور العزيز أحمد فضالي المؤدي الصوتي المميز وهو بالمناسبة يؤدي دور الدكتور مصطفى الذي هو أحد الشخصيات الرئيسية في السلسلة ..
أحمد ساعدني أيضاً في السابق بتحويل إحدى قصصي الى دراما إذاعية في قناة نوفاليستا.
تواصلت معه في البداية لكي يتم تحويل القصة الى دراما إذاعية على قناته الخاصة ولكنه رأى أنها صالحة أكثر للنشر على قناة بارانورمال لأنها تنتمي لنفس السلسلة التي تخصصت في نشرها .. هذا يعطيك انطباعاً على أخلاقه الجميلة وتواضع ما يملكه من الأنا .. تواصل أحمد مع مدير القناة الأستاذ هشام علي الذي أعجب في القصة.
هكذا تم تحويل حكاية اللوحة الى عمل في قناة بارانورمال التي كنت أحلم دائماً بأن أكون أحد كتّابها.
وأكثر ما أثار سعادتي هي تلك التعليقات التي كتبها متابعون القناة والتي أكد بعضهم من خلالها أنه لولا التنويه من ادارة القناة بأن الحلقة لم يكتبها الدكتور أحمد لما شعورا أنها من كتابة أحد آخر .. هنا عرفت أن الحكاية نجحت والحمد لله.
أشكر من كل قلبي العزيز أحمد فضالي على مساعدته وفضله وأيضاً فريق العمل على جهوده وتناغمه الجميل وعلى الشكل الاذاعي الممتاز الذي خرجت فيه القصة والأستاذ هشام صاحب القناة ومخرج أعمالها الذي وفر لي تلك الفرصة التي انتظرتها طويلاً.
وأيضاً أشكر الأخ عبد المهيري الذي لم يتوقف عن دعمي طوال الوقت ونشر رابط للدراما على إحدى تدويناته.
رابط الحلقة لو أحببت الاستماع لها .. جرب على الأقل ولن تندم 🙂
هناك حلقات أخرى ستصدر تباعاً مع الوقت .. أسأل الله التوفيق.
الحمد لله الذي من على الشعب السوري بالنصر والتمكين على الجزار ولو بعد حين.
أنا بانتظار القصص والتدوينات التي ستأتي من زيارتك لحلب، وأتمنى أن تشفعها بصور كثيرة وبعض مقاطع الفيديو.
سأستمع للقصة اليوم إن شاء الله وأخبرك برأيي بشأنها، وهنيئًا لك ذلك.
الله ييسر يارب وتتاح لي فرصة الزيارة في وقت قريب .. سيكون هناك الكثير من الصور والفيديوهات إن شاء الله 🙂
بانتظار رأيك في القصة وشكراً على اهتمامك.
نحمد الله أن نصر الشعب أخيراً وبعد صبر طويل. أنصحك بأن لا تتعجل في الرجوع أو الزيارة. انتظر قليلاً حتى تعود الحياة إلى مدينتكم ويبدأ اﻹعمار حتى يخف وقع الصدمة
الحمد لله .. عقبالكم إن شاء المولى .. نصيحتك في محلها جزاك الله خيراً .. سأبقى لي تركيا في الغالب ولن أتعجل في الزيارة .. على الأقل لتعود الخدمات الأساسية وتستقر الأوضاع أكثر .. الأعمار للأسف سيحتاج لوقت طويل