مرحبا بك يا صديقي

المآسي في غزة تأخذ طابعاً يومياً ولم تتوقف حتى خلال الهدنة القائمة حالياً .. اعتقالات واطلاق رصاص وشهداء … الصهاينة يتصرفون كحيوان جريح .. وأنا لا أشبههم بالحيوان طبعاً .. الحيوان يملك أخلاقاً ومشاعر عكسهم تماماً.

النقطة الايجابية هذه المرة هي مقدار التعاطف الكبير حول العالم مع ما يحدث في غزة .. وأنا لا أعلم تحديداً إن كان هذا القدر موجوداً بشكل مسبق ولم تنقله لنا وسائل الاعلام أو أن سحر وسائل التواصل الاجتماعي قد انقلب على الساحر.

فايس بوك أصبح أشبه بدولة الأخ الكبير وتويتر أصبح هو الساحة الآن كما كان منذ أكثر من عشر سنوات .. لايلون ماسك فوائده أيضاً وإلا لما كان الحال سيختلف.

هناك شيء سأقول ولن أملّ من تكراره .. لو استطاع الصهاينة تحقيق ما يريدونه في غزة فصدقني لن يكون هناك بلد عربي أو اسلامي في مأمن .. نشوة وعربدة الانتصار ستجعلهم ينتقلون سريعاً نحو الهدف التالي لكي يتخلصوا من أزماتهم الداخلية على الأقل.

لذلك أدعو الله .. وأرجو أن تدعوه أيضاً .. أن يكسرهم أصحاب الأرض الذين قدموا أعز ما يملكوا خلال هذا العدوان الوحشي … هم لا يكفون عن فعل ذلك منذ عشرات السنين .. تقبل الله منهم وغفر لنا عجزنا و…..

مخاوف زلزالية

كنت ذاهب أنا ومديري في العمل لتقديم واجب العزاء حين حدثت هزة أرضية قرب الساعة السادسة مساءاً .. الواقع أن الهزات الارتدادية الناتجة عن زلزال شباط لم تتوقف وخبراء الزلزال يقولون أنها تحدث بشكل يومي وأغلبها غير ملحوظ.

لكن تلك الهزة كانت ملحوظة بشكل كبير .. لم نشعر بها أنا ومديري لأننا كنا في عربته نسير عبر الطرقات .. ولكن من شعر بها .. من ضمن من شعروا .. ابنتي الكبرى التي كانت لوحدها في البيت .. عندما بدأت الهزة التي طالت لحد ما .. هناك من يقول أنها كانت هزتان وليست واحدة .. وضعت قفص عصفور الحب على الأرض ثم أمسكت القط توم وجلست في الممر حتى انتهت الهزة.

الحقيقة أنها خافت كثيراً .. وأنا شعرت بالخوف أيضاً بالرغم من عدم شعوري به.. ذكريات الزلزال الماضي لم تغادر الذاكرة ولا أظنها ستفعل في وقت قريب .. لكن الذين خافوا بشدة هم عائلات بعض زملاء العمل الذين كانوا يعيشون في انطاكية قبل أن يدمرها الزلزال بشكل شبه كامل لينتقلوا للعيش في غازي عنتاب .. خافوا لدرجة أن أحد الحاضرين اضطر لمغادرة العزاء بسرعة لكي يكون بجانب عائلته.

ذكريات الزلزال ما زالت هاجساً لدى جميع من تعرض له .. مواقف مرعبة وحكايات حزينة .. أرجو الله أن يجنبنا جميع الشرور والمِحن.

غربيون يقرؤون القرآن

يرى ابنه أو ابنته أو جميع عائلته شهداء فيقول الحمد لله ..

فيديوهات ما يحدث في غزة والتي انتشرت بسرعة بين مواقع التواصل الاجتماعي أصابت الكثير من الغربيين بالدهشة من ثبات الغزاويين في مواقف تنهار أمامها أقوى القلوب .. مواقف لو تعرضوا هم لربعها لقضوا بقية حياتهم في مصحة عقلية ما.

أما هؤلاء فيقولون الحمد لله .. هذا سؤال كبير .. وبالمنهجية المتاح اكتسابها في الدول الديمقراطية كان الجواب بالنسبة لهم موجود في القرآن.

وببطء وعلى نحو متواصل بدأت فيديوهات معينة بالظهور .. غربيون يحكون عن تجربتهم بخصوص قراءة القرآن .. فيديوهات فيها كلام جدير بأن يُسمع حتى من قبل المسلمين أنفسهم.

اكتشافات صغيرة كبيرة .. هناك يوتيوبر أمريكية لاحظت أن القرآن يبدأ الكلام من دون مقدمات ويدخل في الموضوع مباشرة .. الخالق لا يحتاج الى تمهيد .. هذه لفتة جديرة بالتفكير.

هناك يوتيوبر آخر قالت بأنها لاحظت الانسجام المفقود بالنسبة لها في القرآن .. كل شخص مذكور في كتبهم المقدسة موجود بمكانه الطبيعي في القرآن وبشكل متناغم حتى عيسى عليه السلام نفسه على حد تعبيرها .. لم تسمه عيسى بالطبع.

ما هي نتائج خوض غربيين من أديان مختلفة لتجربة قراءة القرآن ومحاولة فهمه ؟ .. هناك احتمالات متعددة ولكن على الأقل سيؤدي ذلك الى التخلص في وقت ما من تلك السردية التي يحاول بها جهات كثيرة في الغرب تصوير المسلمين على أنهم مجرد قتلة .. الجهات التي هي بالمناسبة عبارة مجموعة من الهمج والقتلة الحقيقيين الذين يتظاهرون بالتحضر.

وجبات جاهزة منزلية

تحدثت أكثر من مرة هذه إحداها حول عملي لسنتين تقريباً في صناعة الفطائر التركية “poaçalar” .. ذلك العمل المتعب الذي جعل ليلي نهاراً لم يخلو من مكسب واحد على الأقل وهو أني اكتسبت مهنة يدوية.

الواقع أنه ليس مكسباً واحداً .. والقصة أنني صرت أشعر بالصدمة كلما ذهبت لشراء بعض اللوازم حتى البسيطة منها من حجم الغلاء الذي يتصاعد باستمرار لدرجة أن جزء كبيراً من المصروف بات يذهب لشراء طعام الافطار أو تلك الوجبات الجاهزة من السوق القليلة الفائدة الكثيرة المضار.

لذلك فكرت بالاستفادة من خبرتي في صنع الفطائر التركية بأن أصنعها بشكل اسبوعي في المنزل بحيث تشكل طعام افطار سريع ومتاح لتناوله في البيت أو لكي يؤخذ الى العمل أو المدرسة بالنسبة لابنتاي.

ولأن نهاية المشاريع العظيمة تكون عادة في عالم النسيان 🙂 .. فقد أسرعت وبدأت تنفيذ المشروع صباح البارحة قبل أن تبرد همتي .. قضيت وقتاً لا بأس به بسبب قلة صواني الفرن .. أفكر بشراء اثنتان اضافيتان من أجل توفير الوقت والكهرباء .. وكانت النتيجة كما هي في هذه الصورة :

كانت بحاجة لمزيد من التخمير ولكني تعجلت قليلاً فلم تنتفخ بالقدر الكاف.

وضعناها في النهاية في مجموعات ضمن أكياس لسهولة تخزينها في الثلاجة واخراجها لتؤكل أو لتوضع في الحقيبة .. عمل متعب نعم ولكنه يوفر المال والحيرة في انتقاء الطعام .. الفطائر بعضها يحوي البطاطا المسلوقة وبعضها الجبن الأبيض والبقية جبن الكشر ومميزة بشكلها أو بوجود حبة البركة أو السمسم عليها.

هذه إحدى محاولاتي المستمرة في الابتعاد قدراً الامكان عن الحياة الاستهلاكية التي تُضيع النقود على أطعمة مضرة بالصحة ولا يأتيك منها سوى الشعور المؤقت بالشبع .. هذه الحياة التي لم نكن نعشها عندما كنا صغاراً في السن .. كانت المونة أمراً أساسياً في كل منزل وكان طعام الافطار يتكون منها بالمجمل .. أما الآن فقد أصيب أغلب الناس باستسهال شراء الطعام الجاهز القليل الفائدة الغالي الثمن للأسف.

كتب الأستاذ عبد الله المهيري تعقيباً مفيداً جداً على هذه الفقرة اقرأه من فضلك لو لم تكن قد قرأته بعد

هذا كل مالديّ الآن.

الأوقات السعيدة عادة ما تنتهي بسرعة.

سعدت بلقاءك اليوم وأنتظر زياراتك دائماً.

ستكون التدوينة القادمة إن شاء الله عن إحدى قصص ذلك المبنى في باب الحديد.

الى لقاء آخر.