الصورة من تخيلي بواسطة موقع DALL·E

مرحباً بك يا صديقي …

عندما بدأت بكتابة هذه السلسلة لم أكن أتوقع أن أفعل ذلك لمرات عديدة بهذا الوقت القصير لذلك رأيت أنها أصبحت قسماً رئيسياً وصار من المناسب أن تكون لها خصوصيتها هي الأخرى كما “المصطبة” فوضعتها منذ يومين في قسم مستقل وصممت شعاراً لها ووضعته بدلاً من شعار “شيء من حتى” الأساسي.

الحقيقة أنه لم يكن تصميماً من الصفر، أخذت رسم الشُرفة من موقع يتيح عدداً يومياً محدوداً من ملفات الفيكتور مجاناً وقمت بتعديل حرف التاء من كلمة شرفات ليستطيع احتواء الشُرفة ومن ثم وضعت شرطتي التاء في زاويتها اليسرى، أي أنني .. للأمانة .. قد جمعت بعض المكونات مع بضعها بطريقة متلائمة لحد ما.

سأكتب هنا عن المواضيع والأفكار السريعة أو التي ليست بذلك الحجم الذي يتيح لها أن تكون منفردة وستبقى المواضيع ذات الأسطر الوافرة في القسم الأساسي “شيء من حتى” الذي هو عنوان الموقع أو كما أحب أن أطلق عليه “المجلة” .

هي بالنتيجة مدونة شخصية ولكني أطلق عليه مجلة لأنني جمعت أكثر من مدونة مع نشرة بريدية كنت أكتب فيهم سابقاً وجعلتهم أقسام في مكان واحد لذلك كان سبب هذا الاسم .. المجلة .. هو هذا التنويع.

ستقرأ أحياناً بعضاً من ذكرياتي في قسم “المصطبة” وأحياناً أخرى قصة قصيرة أو مُسلسلة إن كانت بحجم كبير وأحياناً بعض المواضيع المتفرقة في هذا القسم “أحاديث الشُرفات“.

آمل أن يعجبك بعض ما أكتب .. أكبر قدر ممكن منه 🙂

نحو القضاء على إدمان يوتيوب

اكتشفت منذ فترة أنني مدمن يوتيوب وأنني أقضي وقتاً لا بأس به في التنقل بين مقاطع الفيديو ومشاهدتها وخصوصاً قبل النوم وفي أوقات الانتظار.

وأنا أستعمل يوتيوب عادة كمحطة راديو أستمع إليها أثناء تناول الطعام أو أثناء العمل أحياناً، طبعاً سيكون هذا مخيباً لآمال أولئك الجالسين في آخر طابق في مبنى غوغل الرئيسي وأنا سعيد بذلك حقاً.

لو أردتَ التخلص من عادة سيئة فضع مكانها عادة أخرى جيدة .. هذا يحتاج الى العديد من المحاولات والى الكثير من الصبر، ما هي العادة الجيدة التي من الممكن وضعها هنا !؟.

بالنسبة لي كان الجواب سهلاً : القراءة .. وأنا مقصر في قراءة العديد من المدونات التي أتابعها لذلك بحثت عن تطبيق قراءة خلاصات “RSS Reader” لأندرويد وبعد عدة تجارب ومحاولات وجدت هذا التطبيق “Aggregator” .. واجهته بسيطة وغير مشتتة، هناك أيضاً أكوام الكتب الموجودة في تطبيق “أبجد”.

هكذا بدأت في لعبة عض الأصابع مع يوتيوب، أعتقد أنه سيلقى نفس مصير فايس بوك وتويتر، مازال الأمر مبكراً ولا داعي للعجلة .. لننتظر ونرى.

تلابيب الكتابة

هذا عنوان كتاب انتهيت من قراءته منذ عدة أيام للكاتبة صافيناز كاظم، ولمن لا يعرفها هي نفسها صاحبة المقطع الشهير على برنامج “الاتجاه المعاكس” وهي تطلب من فيصل القاسم أن يلغي رحلتها.

صافيناز زوجة الشاعر أحمد فؤاد نجم رحمه الله وأم نوارة نجم التي كنا نشاهدها كثيراً إبان الثورة المصرية، أنا كنت أعرفها قبل ذلك من خلال تويتر منذ أيام جريدة الدستور وما جرى لها.

الكتاب مجموعة منوّعة من المقالات تتحدث فيه الكاتبة عن ذكرياتها وحاضرها وانطباعاتها عن أمور عدّة، أعجبتني تلك المقالات التي تحدثت فيها عن طفولتها وعن ذكرياتها مع التورماي.

تخيلت وأنا أقرأ بيتاً قديماً بشُرفة ذات باب مفتوح يتسلل منها الضوء والهواء المحمل برائحة الفُل السابح في وعاء الماء الفخّاري، الحيطان مدهونة بلون أزرق ومكتب قديم هو الآخر في زاوية الغرفة تراكمت الكتب على زواياه بجانب المصباح وهناك رائحة طيبة تعبق في الجو، رائحة لطيفة تعطيك إحساس بالراحة والنظافة.

تستطيع أن تكتشف بسهولة أن الكاتبة تُحب العزلة وتخشى من تلك الأشياء الضارة التي تعيش خارج البيت، الأشياء المشتتة للتركيز والوقت والأعصاب، كان هذا من حسن حظي لأن مثل هذا النوع من الكتب يحتاج لكي يُكتب الى الكثير من العزلة.

أحببت الكتاب وقضيت ساعات جميلة بصحبته، وأرسلت تحيّة للكاتبة عن طريق رسائل الفايس بوك ولم ترد عليها.

ألم أقل أنها تحب العزلة!!؟.

كرايمر ومغامراته المتمردة

ما زلت أتابع مسلسل “seinfeld” وأستمتع وأضحك بأوقات عديدة من أحداثه، جيري ساينفيلد الكوميديان الذي يعيش وحده محاطاً بأصدقاءه جورج وإلين وكرايمر، هذا الأخير يلعب دور الغبي طيب القلب الذي لا يكف عن إرتكاب الحماقات، هذا النوع من البشر في طريقه للإنقراض لأن الحياة تتعقد وتجفّ باستمرار لدرجة لن يجدوا في وقت قريب أي مكان لهم بعد أن يلتهمهم باقي فصائل البشر.

في إحدى الحلقات يتضايق جيمي من إقتحام كرايمر المتكرر لشقته واستعماله لها من دون أذنه كلما خرج لمكان ما فيغضب ويطلب منه أن يعيد له المفتاح الاحتياطي الذي أعطاه إياه من قبل، يصاب بعدها كرايمر بصدمة ويخبر جورج بأن شقة جيمي كانت تمثل له مفهوم المكان الجميل في الحياة وأنه لم يعد يرغب في البقاء لذلك سيذهب ليكتشف الدنيا ويبحث عن نفسه وطموحه.

هكذا يغادر كرايمر ويبدأ مغامراته التي تنتهي بأن يؤدي دوراً صغيراً في مسلسل شهير ويعتقد بعدها أنه أصبح كاتب سيناريو ويبحث عن وجوه لصنع مسلسله الخاص وهنا تبدأ حماقاته بإعطاء مفعولها الطبيعي بأن يخسر نجاحاته بل ويتم اتهامه بجريمة قتل ويُفلت منها بعد أن يرتكب السفاح الأصلي جريمة جديدة أثناء احتجازه من قبل الشرطة، يعود بعدها الى شقته بعد أن اقتنع بأنها أفضل العوالم الممكنة بالنسبة له.

مسلسل مسليّ وأعتقد أنه ينجح في كل مرة في إخراجي من وطئت الروتين والتفكير والهموم التي لا بد أن تعثر عليك في وقت ما.