الحرُ عنيد جداً .. الحرُ يأبى أن ينهزم بسهولة .. الحرُ أخذ النسمات رهينة وحبسها عنا في مكان مجهول .. ولكن صبراً ثم صبراً فسيتكفل إنقضاء الأيام بكل شيء .. الحرُ وأمور عديدة أخرى.
بالصدفة والمواعيد
العنوان لكتاب أقرأه هذه الأيام للكاتب حسام فخر وهو أشبه بمقاطع من سيرته الذاتية، كتاب رائع الجمال وأنا أحببته جداً لدرجة أنني أخشى أن ينتهي لذلك أقرأه بتمهل كما يفعل الضيف الذي يأبى قلبه مغادرة جلسة جميلة حافلة بالأعزاء والأحباب، هناك قطعة أثّرت بي بشدة عندما وقف الكاتب وهو صبي وراء شادية التي خانتها دموعها وهي تغني لطلاب مدرسة بحر البقر .. الحقيقة أن الدرس لم ينتهي بعد يا عم صلاح وهناك الكثير من الكراريس التي لم تجد من يلمّها.
الكاتب من أولئك الذين من الممكن أن تطلق عليه أديب مهجر .. أصبحوا كثيرين هذه الأيام وصار مفهوم المهجر نفسه غامضاً .. ويجب عليّ هنا شُكر شبكة الانترنت التي عرفتني عليه .. بالصدفة وبالمواعيد .. أثناء حديث أحد الأعزاء الذين أتابعهم هناك.
أرسلت له شكراً عن طريق رسائل الفايس بوك الخاصة فرد عليّ بكل جمال ووقار وبما يليق بمن كتب ” بالصدفة والمواعيد“.
عودة الى نتفلكس
أوقفت اشتراكي في نتفلكس منذ أشهر طويلة، السبب هو اعتراضي على التناحة التي أخذت تتميز بها تلك الشبكة في الآونة الأخيرة .. والتناحة هي كلمة تعبر عن من يتصرف أو يحاول فرض مفاهيم خاطئة باندفاع غبي من دون أن يسمع أو يحاول أن يفهم غباء ما يفعله، كمن يريد أن يُري بطريقة طفولية جميع الناس ذلك الجرح المتقيح الذي يزين جبهته ويصيب كل من يراه بالقرف.
لكن الذي حدث أنني قرأت مقالاً يتحدث عن مسلسل “seinfeld” فتحمست لمشاهدته وبحثت عن مصدر غير مقرصن لمشاهدته فكان نتفلكس .. هكذا عدت مكرهاً لا بطل.
في العموم أعجبني المسلسل ورأيته أفضل من مسلسل friends لعدة أسباب أحدها أن عدد الممثلين ليس كثير والآخر أن الإيحاءات الجنسية أقل بمراحل على الرغم أن جزء لا بأس به من أحداثه تدور حول المواعدة ولكن بطريقة كوميدية لا تعطي صورة من يحاول استغلال ذلك للترويج، طبعاً هذه ليست مراجعة وأنا مازلت في الموسم الثاني من تسع مواسم ولا أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك.
أحب هذه النوعية من المسلسلات الأجنبية القديمة التي تشعرني بالراحة وتذكرني بما كنا نشاهده في سوريا على القناة الثانية بالإضافة الى ذلك الجو الطريف الشبه المثالي الذي كُتبت وأُدّيت به الحلقات على نحو تتمنى فيه أن تحظى بأصدقاء طريفين على غرار بطل المسلسل، هؤلاء قوم يستمتعون بوقتهم حقاً ولكن كما يريد المخرج لا كما هو موجود في الحياة الحقيقية.
الصندوق الذي سيبقى مفتوحاً
مازالت قصص الراحل أحمد خالد توفيق رحمه الله مصدراً للعديد من الأعمال خاصة تلك التي تقوم بها بعض القنوات على يوتيوب من تحويل قصصه الى تمثيليات إذاعية وهذا أعطاني فرصة إعادة اكتشاف ما قرأته له منذ سنوات طويلة.
من بين تلك القنوات هناك قناة اسمها ” PARANORMAL ” أتابعها باستمرار ويعجبني جداً أسلوب التمثيل الاذاعي فيها .. بسيط وغير متكلف ولكنه جميل لدرجة أني أعدت الاستماع لبعض الحلقات لعدة مرات خاصة حلقة الكونتيسة .
وكما كنت أقول دائماً .. المسلسلات الاذاعية جميلة ولا تشتت التركيز كما يفعل التلفاز وبإمكانك متابعتها في أي مكان ما دمت تضع هاتفاً وسماعة أذن في جيبك.
أشياء لا تنتهي صلاحيتها
هناك أطنان من مجلات الكوميكس التي لم أقرأها أو لنقل أشاهدها بعد، مجلدات تان تان ومجلات ميكي وغيرها الكثير، برغم عشرات السنين التي انقضت وبرغم انتهاء عصر الاهتمام بالكوميكس في الوطن العربي إلا أنني لا أعتقد أن تلك المطبوعات القديمة قد فقدت بريقها أو قدرتها على إعطاء المتعة لمن يتصفحها.
هناك الكثير منها على هيئة الكترونية ولا أعتقد أن لها حقوق ملكية، لذلك ستكون فرصة أن تقضي الوقت بين فن يجمع بين الصورة والكلمة بطريقة جذابة لدرجة تصيبك بالذهول من دقة رسومات مجلة تان تان التي تجعلك تسمع صهيل الخيول وهدير المركبات الفضائية وهي تجوب المجرات وتلهث بعدها وأنت تحاول الفرار مع الفارين من النصابين ولصوص الذهب.
في معمل الفطائر
بدأت كتابة ذكرى أخرى من ذكرياتي في قسم المصطبة ثم شعرت أن حالتي المزاجية غير ملائمة فتركت المسودة على أن أكملها في وقت لاحق .. كان هذا منذ عدة أيام وأنوي استكمالها في وقت قريب إن شاء الله، أحياناً لا أكون راضياً عن سير الكلام فأتوقف قليلاً لأتأمل ما كتبت وأحاول تغيير الإيقاع ليتناسب مع ما أريد قوله.
سأتكلم عن تجربتي في العمل في صنع الفطائر التركية، بالنسبة لي ليست تجربة سعيدة ولكنها تستحق أن تُوثق، لو كنا سنوثق الذكريات الجميلة فقط فلن نعثر في ذاكرتنا على الكثير الذي يستحق الكتابة، الحمد لله على كل شيء وأسأل الله أن يبعد عني وعنك الأيام والظروف التي لا نحبها.
لا توجد تعليقات