مساء ثلجي …. من تصويري

مرحبا بك يا صديقي ..

العيد قد مضى منذ أيام .. زمان كنت أشعر بفارق شعوري كبير بين أيام العيد وما يتلوه من أيام .. إنقضاء العيد يعني العودة الى الحياة الاعتيادية .. أعباء الدراسة وبعدها ومع التقدم في العمر أعباء العمل .. بحيث تتبدل مشاعرك بمنحنى حاد ما بين الفرحة بالتنوع في أحداث اليوم من زيارات أو خمول أو امتلاكك الوقت لتجربة شيء جديد .. لعبة حاسب مثلاً .. الى الشعور بالكئابة وأن روتين الحياة قد عاد الى وضعه الافتراضي.

هذا التضارب في الاختلاف ما بين أيام العيد والأيام التي تتلوها صارخ حقاً.

وأنا .. في الحقيقة .. لم أشعر بهذا الاختلاف هذه المرة

السبب !؟ .. سأتكلم عنه حالاً …

خارج نطاق العمل

عملت خلال السنوات الماضية بدءاً من العام 2017 تحديداً في مجال المنظمات الانسانية في تركيا كمحاسب وبعدها كموظف امتثال .. تحديداً المنظمات السورية المتركز نشاطها في الداخل السوري.

وجود إدارات المنظمات الانسانية السورية في تركيا كان أمراً حتمياً مع الظروف الغير مستقرة التي كانت تسيطر على الأراضي السورية ككل بحيث لم يكن هناك مجال لأن تكون إدارات تلك المنظمات موجودة في الداخل لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالتمويل ومنها ما يتعلق بالأمن والسلامة.

وحدث بعدها أن جاء ترامب الى حكم الولايات المتحدة .. وانتهى بعدها وجود المنظمات في تركيا إلا بشكل محدود جداً.

والسبب أن ترامب قد أوقف تمويل المساعدات الانسانية الأمريكية بشكل شبه مطلق .. هذه المساعدات تشكل نسبة ضخمة تقترب من الثمانين بالمئة من تمويل المنظمات السورية .. وضع صناعي انتهى بجرة قلم.

لم تنتهي المنظمات الانسانية السورية تماماً .. ولكنها ستتقلص كثيراً وسينحصر وجودها ضمن الأراضي السورية والله وحده فقط يعلم ماذا سيحصل لها بعد ذلك.

هكذا بدء موسم تخفيض عدد الموظفين العظيم .. وكنت أنا من ضمنهم.

لا أخفيك أنني توقعت سيناريوهات مشابهة منذ سنوات مضت .. للأمانة لم أكن أتوقع ما حدث فعلياً .. ولكني كنت أعيّ دائماً أن العمل في المنظمات الانسانية السورية هو عمل مؤقت مهما طال الزمن .. لذلك كنت أضع خططاً مستقبلية بديلة في حال حدوث هذا الأمر ..

بدأت منذ سنوات بتعلم برمجة الويب .. تحديداً الفرونت إند .. ووصلت الى مستوى جيد جداً بها .. ولم يبق لي سوى بعض المفاهيم المتقدمة في رياكت وقمت بعمل بعض المشاريع فعلاً هذا أحدها.

ثم توقفت عن متابعة التعلم والتطبيق لسببين .. الأول أنه بعيد عن مجال عملي فلم أكن أمتلك الوقت إزاء ضغط العمل لتطبيق ما تعلمته بشكل دائم .. السبب الثاني إزدحام هذا المجال بشكل متصاعد بحيث أصبح الخيار الأول والوحيد أحياناً لمن يريد دراسة البرمجة وهناك أمور كثيرة عززت هذا الازدحام منها الإعلانات المليئة بالأماني وكثرت الكلام عنها وكثرة الكورسات المتعلقة بها.

لذلك كان لا بد من البحث عن بديل

هنا وخلال العام الماضي توجهت لمجال تحليل البيانات عن طريق لغة البرمجة بايثون ومكتباتها .. بدأت بدورة في بايثون لأسامة الزيرو ثم انتقلت الى كورسيرا حيث أتممت دورة بايثون مخصصة لتحليل البيانات ومعها بدأت مسار IBM Data Analyst Professional Certificate من IBM وأتممته والحمد لله منذ أيام قليلة وسأبدأ في القيام ببعض المشاريع من أجل وضعها في معرض أعمالي.

سأتفرغ خلال الأشهر القليلة التالية للتركيز أكثر على تحليل البيانات ومعه عدة مهارات برمجية أخرى ستوسّع إن شاء الله من مجال عملي المستقبلي .. الإكتفاء بمهارة واحدة هذه الأيام ليس بالخيار الجيد .. عليك أن تمتلك عدة مهارات متناغمة كسبب قوي من أسباب النجاح .. يبقى السعي مطلوباً ولكن يبقى الرزق من عند الله وحده.

لا أخفيك أنني أشعر ببعض التوتر .. لم أتوقف عن العمل منذ سنوات طويلة إلا لفترات بسيطة .. أرجو أن لا تطول هذه المرة.

ستكون التدوينة التالية إن شاء الله عن تلك الأمور التي لا تخبرك بها كتب الادارة

سعدت بزيارتك والحديث معك .. الى لقاء آخر.