مرحباً بك يا صديقي
هذه هي التدوينة رقم 67 .. الرقم المرتبط في أذهاننا بذكرى الهزيمة .. وليست النكسة .. المريرة، الهزيمة المستمرة على رأي المؤرخ خالد فهمي، وليس ذنب هذا الرقم أننا نعتبره رقماً شريراً .. كما هو ليس ذنب أي مبنى تقع فيه جريمة قتل أو فضيحة.
وبغض النظر عن معنى هذا الرقم فأنا أنظر للأمر من باب أنني تجاوزت أخيراً أو هكذا أظن والحمد لله تلك المتوالية المتكررة من افتتاح مدونة والكتابة بها قليلاً ثم اهمالها وإغلاقها فيما بعد.
ما الذي استجد إذن !؟
لا أدري بالضبط .. قد يكون السبب أنني أصبحت أكثر التزاماً أو أن التقدم بالعمر يدفع الانسان لبناء عادات مستقرة لجعل حياته أكثر هدوءاً وانسيابية.
قد يكون السبب أن أسلوب ونوعية المحتوى أصبحا أكثر وضوحاً بالنسبة لي.
لا أدري بالتحديد ولكن ما يملأ قلبي بالسعادة أن نوعاً مميزاً من صداقة الورق قد بدأت بالترسخ بيني وبينك يا صديقي وأنا ممتن بشدة لك لأنك مع تلك الأكوام الضخمة من المحتوى على الشبكة قد اخترت المضي لزيارتي لنثرثر ونتبادل الأحاديث .. التعليقات مفتوحة لك على مصراعيها وأنا بانتظار أي شيء ترغب بقوله لي.
وإن لم ترغب بقول أي شيء فلا بأس .. يكفيني أن تخرج من هنا وقد قضيت وقتاً سعيداً … هذا ما أرجوه حقاً.
عويل
استيقظت منذ أيام على صوت طويل مبهم .. نظرت تلقائياً الى الساعة .. السادسة والنصف صباحاً.
كانت هناك أصوات مختلطة تأتي من مكان قريب .. ليست عالية لكنها واضحة تماماً جراء الهدوء الذي يعمّ اليوم الطازج.
عاد الصوت مرة أخرى .. هذه المرة كان واضحاً أكثر .. صوت عويل نسائي طويل .. هنا فهمت ما يجري.
في البيت الذي أمامنا ومن ضمن العائلة هناك عجوز مريضة تستعمل الكرسي المتحرك .. لم تكن مُقعدة ولكن غسيل الكلى قد أصابها بالانهاك فلم تعد تقوى على المشي.
كانت منذ سنوات تجلس في حديقة المبنى ثم بدأت تختفي من هناك لتُرى فقط جالسة على الكرسي في أوقات متفاوتة.
كانت في المستشفى منذ أيام ويبدو أنها عادت وذهبت هناك في الليل .. ذهبت ولم تعد.
عاد العويل الى سمعي مرة أخرى .. عويل رهيب لا يمكن أن يصدر عن انسان هكذا بشكل عشوائي .. لا بد أن من يصدرن هذا الصوت قد سمعن شبيه له لمرات متعددة أثناء حياتهن.
هذا ليس فعل عشوائي … هذه رسالة ألم بليغة سواء أكانت نابعة من حزن أو من واجب.
لم يكن الصوت عالياً ولكنه محسوس للأذن الصاغية المتسائلة.
الصراخ والعويل على الميت أمر مخالف لتعاليم الدين .. لكن من عساه يستطيع اقناعهن بذلك في هذا الظروف .. هذه أمور يجب أن تُعرف يقيناً قبل المصيبة وليس أثناءها.
الموت في الصباح مناسبة رهيبة .. الموت وملامح الصباح أمور متنافية … بداية ونهاية .. هدوء الصباح وعويل الحزانى.
مررت بروتين الصباح .. ارتديت ثيابي واقتربت من باب الخروج وفتحته .. كان بابهم مفتوح .. أثناء مروري السريع تصاعد العويل مرة أخرى.
تنهدت وقرأت الفاتحة … رحمها الله.
عودة الى فيجوال بيسك
برمجت منذ أيام تطبيقاً صغيراً يعمل على برنامج اكسل باستخدام محرر فيجوال بيسك الملحق بالبرنامج، بالنسبة لي كان الأمر ممتعاً أعادني الى ذكريات بداية الألفية حين برمجت تطبيقاً للمبيعات لمكان عملي وقتها اعتماداً على أكسس ومحرر فيجول بيسك.
وحتى لا تتهمني بادعاء خبرات لا أملكها فالحكاية ليست تتعلق ببرمجة تطبيق منفصل وإن هي إلا تطبيقات تعمل وتعتمد على برامج جاهزة سواء كانت اكسل أو اكسس ولكن تبقى حقيقية أن هناك معالجات معينة لم تكن لتحدث لولا تدخل الكود في الموضوع.
التطبيق بسيط ولكن يحل العديد من المشاكل التي قد تواجهني أثناء تنفيذ مهامي في العمل وهذا أكثر من كاف لأن هذا هو الغرض من التطبيقات المخصصة لمهمة معينة أو لمكان عمل محدد .. والجميل أنها لا تعتمد على شبكة الانترنت وتستطيع تشغيلها بدونه.
لماذا أصف هذه الخاصية بالجمال !؟
لأن أغلب برامج وتطبيقات هذه الأيام أصبحت تعمل من خلال الشبكة وخاصة بعد فترة وباء الكورونا وما تبعه من جلوس طويل في البيت.
كل هذا جميل ولكن ماذا لو اكتشفنا في يوم ما أن شبكة الانترنت قد توقفت عن العمل .. على الأقل في البلد أو المنطقة.
تخيل مدى الفوضى والتشتت الذي سيحصل والخسائر التي ستصاب بها الكثير من الشركات وحتى الأفراد.
الحقيقة أن أغلب الشركات والأفراد لا يملكون البرامج التي يعملون من خلالها وأي توقف للشبكة سيعني ضياعها ولن تنفع النسخ الاحتياطية التي قد يستطيعون تخزينها محلياً بأي شيء ما دام البرنامج التي أتت منه لم يعد موجوداً.
ما هو الحل إذن ؟
أعتقد أن الشبكات المحلية هو حل عملي .. الشركات التقنية تطرح حلولاً جاهزة بحيث تستطيع الشركات الاستغناء عن المسؤول التقني وعن وجود سيرفر محلي .. السيرفر المحلي وما يحويه من معلومات هو ملكية حقيقة للشركة.
وضع المعلومات في قواعد بيانات محلية واتاحت التعامل معها عن طريق تطبيقات تعمل من خلال المتصفح.
ظاهرياً لن يختلف الأمر بالنسبة للموظفين .. فعلياً ستكون الشركة قد أعلنت استقلالها عن حيتان التقنية الكبيرة.
تستطيع أن تعتبر كلامي هذا مجرد صرخة صغيرة لا تكاد تسمع .. لكن الخطر حقيقي مهما تراه بعيد المنال.
تاريخ الغطرسة
اشتريت الكتاب بعد أن قرأت عدة تغريدات للأستاذ فؤاد الفرحان هذه أحدها وأنوي قراءته بعد أن أنتهي من قراءة كتاب السامريون الأشرار.
أحب هذا النوع من الكتب التي تقدم لك قصصاً وعبراً من جانب معين من التاريخ.
حالياً بقي لي عدة صفحات لانتهي من الجزء الأول من رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي .. الرواية مكتوبة بطريقة تجعلك لا تشعر بالوقت ولا بتتابع الصفحات أثناء قراءتها .. لم أحب بطلها أبداً .. شخصية كريهة حقاً ويبدو أن الكاتب قد تعمّد ذلك لأنه لم يعطي أي سبب لأي شعور آخر .. ديستوفسكي عبقري حقاً ولديه موهبة كبيرة في الاطالة من دون أن يؤثر ذلك على جودة الرواية ولديه حقاً الكثير من الحكايات .. الحكايات الحزينة بالتحديد.
بشكل عام تحسنت وتيرة القراءة عندي بشكل ملحوظ ولهذا عدة أسباب أهمها فك الارتباط بتطبيقات التواصل الاجتماعي .. حذفت تطبيق تويتر من هاتفي ومن اللوحي منذ أيام وهذا ساعد على ذلك أكثر .. وأنا بدأت أكره اكس / تويتر سابقاً ولكن لي أصدقاء أحب التواصل معهم وسماع أخبارهم كل فترة إضافة الى أنه مكان مناسب لنشر روابط التدوينات.
حذف تطبيقات المواقع الاجتماعية من الهاتف سيجعلك تستغل تلك الأوقات الصغيرة التي لا تلقي لها بالاً وسيعطيك هذا .. تراكمياً .. نتائج لن تتخيلها .. التعلم واكتساب الخبرات ببطء ومن خلال أوقات قصيرة متفرقة سيجعلك تكتشف لاحقاً ذلك الكم الكبير من المكتسبات التي امتلكتها من دون أي جهد ملحوظ .. هذا إن تجاهلنا كمّ الكتب التي ستفرغ من قراءتها لو استبدلت ذلك التصفح اللانهائي لمحتوى المواقع الاجتماعية والذي أغلبه هراء وكذب بمحتويات الكتب التي لها على الأقل أب شرعي يخاف على مصداقيته وسمعته .. أو لا يخاف عليهما فتتجاهل كتاباته ببساطة.
نصيحة أخيرة يا صديقي : احذف تطبيقات المواقع الاجتماعية من هاتفك .. وابدأ حياتك.
قرأت كل روايات دوستويفسكي ،عدى الجريمة و العقاب،وڨوڨول ،لكن يلزمها وقت طويل…الكاتب يتعمق في النفس البشرية و يصف الخير و الشر بتفصيل كبير…
نعم لذلك قراءته تحتاج لصبر لكن سير الأحداث سلس وجاذب فعلاً
رحم الله جارتك العجوز. لابد أنه كان مشهدًا مؤثرًا.
أشعر بالفضول تجاه تطبيق اكسيل، ماذا يفعل؟ وكيف برمجته؟ هل لك أن تتيح شفرته المصدرية؟
من الجميل أن هذه السلسلة تكتسب زخمها، لا تتوقف عن التدوين رجاء.
رحمها الله … فكرة أن يغيب أي انسان هكذا فجأة وكأنه لم يكن فكرة رهيبة
سأرسل لك تطبيق الاكسل ان شاء الله بعد أن أغير المحتوى طبعاً … هو مثال بالنتيجة … البرمجة بسيطة وفيجوال بيزك أصبحت بدائية قياساً باللغات الحالية ولكنها فعالة جداً وتفي بالغرض ولديها مجتمعها نتيجة لدمجها مع اكسل وهذا لم يجعلها تمت بعد كل هذه السنوات.
أشكرك على كلماتك الطيبة وعلى التشجيع وأهلا بك دوماً 🙂