مرحباً بك يا صديقي …
في السنوات المبكرة لبدأ دخولي عالم التدوين والمدونات كان لدي هاجس كبير فيما يخص قوالب المدونات تحديداً .. تعرفت وقتها مبكراً على التطبيقات التي تصنع القوالب بالأدوات والأوامر الجاهزة وكانت وقتها ثقيلة على حاسبي لدرجة أنني بعد أن أنتهي من التخصيص وأضغط زر التطبيق كنت أترك الحاسب يعمل لوقت طويل من دون أن أتجرأ على ضغط أي زر وإلا سأضطر الى إعادة عمل ساعات مرة أخرى .. أذكر أني نجحت وقتها بصنع قالب ورفعته الى مدونتي .. لك أن تتخيل مقدار البحث الذي بذلته حتى عرفت كيفية فعل ذلك في ذلك الزمن.
ومع ذلك لم أكن مرتاحاً كثيراً لأنه برغم كل إمكانيات تلك الأدوات إلا أنني كنت أتحرك خلالها بشكل محدود والسبب أني لم أكن أعرف كيف أستطيع تخصيص أي شيء بواسطة الأكواد وكانت أشعر إزاء أكوام الرموز التي تمتلأ بها ملفات قالب وردبريس بنفس شعور الرعب الذي ينتاب رجلاً بدائياً شاهد هاتفاً ذكياً لأول مرة والأدهى من ذلك أنه كان يرن أيضاً.
لذلك لم أجد أبداً قالباً يلائمني تماماً من ناحية التخطيط والشكل .. أستطيع أن أقول أنه من النادر أن يدخل أي منهم قلبي وإذا أدخلته أكون مضطراً لأنه أفضل المتاح لأبقى أشعر بعدم الارتياح في تفاصيل معينة قد يكون بعضها هامشياً ولكنها تبقى مزعجة.
وبرغم وجود آلاف من القوالب من كل الأنواع والاختصاصات وبرغم كل أدوات التخصيص المتاحة فالحقيقة أن القوالب مثلها مثل الألبسة التي هناك من حشرها بمقاسات محدودة لأغراض تجارية والمطلوب من البشر أن تتلائم أجسادهم معها .. هناك من تجاوز كل هذا وذهب الى الخياط 🙂
ومع إنشائي لهذه المدونة جربت شراء قالب مدفوع بعد بحث استغرق لأيام عثرت فيه على واحد أعجبني نوعاً وفيه خيارات تخصيص جيدة ولكني اكتشفت بعد فترة أن النتيجة نفسها وأنك ستبقى عاجزاً على تطبيق أي فكرة خارج ما أتاح لك المطور تعديله .. الخلاصة أن ما تريده لن تجده في قالب واحد بل موزعاً على عدة قوالب.
والذي حدث بعدها أن الأستاذ أسامة الزيرو أنشأ موقع كورسات مدفوعة وكان أول كورس قدمه هو تعليم كيفية إنشاء قالب وردبريس .. هكذا رأيت نفسي أبدأ به وأنهي الجزء المتوفر منه خلال رمضان الماضي .. كنت أعتبرها مهارة قد تفيدني في يوم ما ولم يتخطى وقتها تفكيري أكثر من ذلك.
ولكني تذكرت خلال الأسابيع الماضية حلمي القديم بصنع قالب وردبريس خاص بي عن طريق الكود وبرغم مشاغلي الكثيرة هذه الأيام إلا أني ضغطت قليلاً على نفسي في ساعات العطل المحدودة .. بيني وبينك لا يصح أن أكون قد تعلمت كيفية صنع قالب .. لم أصل للاحتراف بعد للأمانة .. وبعد هذا أبقي مدونتي على قالب صنعه غيري .. هذا سيء لأجل سمعة المحل على الأقل.
وهكذا كان .. ومنذ قليل فعّلت القالب الجديد .. كان الأمر مرهقاً حقاً لأن الأمر تعدى تصميم القالب نفسه الى تصميم بانرات وأيقونات أقسام المدونة لأن القالب لن يكون كاملاً أبداً من دونها .. عداك عن التحديات التي خضتها باعتبار أن هذا أول قالب أصنعه بعيداً عن تمارين ومشروع الكورس.
وعندما كنت أصل لطريق مسدود كنت أستشير شات جي بي تي .. بيني وبينك هو جيد وخدوم ولكن ليس على طول الخط لأنه لم ينجح في حل العديد من المشاكل التي رأيت حل لها في النهاية بنفسي عن طريق المقارنات والتجربة .. هذا تأكيد آخر على أن أخذه لوظائف البشر هو خرافة .. لابد من عقل واعي يقوم بذلك ويبقى دوره في حدود المساعدة وتسريع الانتاجية.
هكذا يا صديقي حققت حلماً عمره حوالي العشرين سنة .. قد لا يكون مثل تلك الأحلام التي تتضمن مزارع وقصوراً وأكوام من الأموال ولكنه حلم جميل ولحظة إيجابية منعشة .. لذلك رأيت أنه يستحق عدداً خاصاً من أحاديث الشرفات.
ستلاحظ أن هناك قسماً جديداً على شريط الأقسام .. الباب الخلفي .. هذا قسم جديد سأحكي لك عنه في أقرب فرصة إن شاء الله.
القالب مازال في مرحلة البث التجريبي 🙂 .. وهناك العديد من التعديلات التي سأقوم بها خلال الأيام القادمة إن شاء الله .. لذلك سأكون ممتناً لأي ملاحظة أو نصيحة بهذا الخصوص.
التعليقات :