مرحباً بك يا صديقي.
لقد اشتقت لك حقاً.
رمضان مبارك أعانك الله على صيامه وقيامه.
مضى زمن لا بأس به على آخر مرة جلست فيها وكتبت عدداً من أحاديث الشرفات، وكنوع من الدقة مضى حوالي الثلاثة أشهر منذ العدد السابق حدثت خلالها على الصعيد الشخصي أشياء وأشياء، المرض الثقيل الذي أصبت به ولم أتخلص منه إلا منذ وقت قريب والزلزال الذي غيّر أشياء وأشياء ومعها تغيّرت حياة ملايين البشر بطريقة لم يكن ليتصورها أحد، تحدثتُ عن تجربتي معه هنا.
الحقيقة أنني اشتقت للكتابة مجدداً في أحاديث الشرفات وعادة ما أشعر بطعم كتابة مختلف لكل قسم من أقسام المجلة المدونة أو المدونة المجلة أيهما أقرب ؟؟.
لذلك أجلس اﻵن وأكتب عدداً آخر بكل ممنونية وحُبور بعد أن هدأت اﻷمور نوعاً ما.
أرجو أن تكون بخير دائماً.
ما قبل وما بعد الزلزال
بصفتي شخص قطع بدايات اﻷربعين وبدأ يسير نحو منتصفه بِخُطاً لا مفر منها، كانت تجربة الزلزال أمراً لا يمكن المرور منه بشكل اعتيادي باعتباره كغيره من اﻷيام الصعبة التي تتواجد بكميات لا بأس بها .. على اﻷقل .. في حياة الانسان.
أن تقف في ممر بيتك الذي يهتز في عنف ولفترة حسبتها دهراً من دون توقف … هذه التجربة جعلتني أشعر بالدنو من الموت على نحو غير مسبوق، لنقل أنها شعرة كانت ستنقطع في تلك اللحظة التي سيبدأ فيها البيت والمبنى كله في الانهيار.
لكن الله سلّم والحمد لله وخرجت منها سليم الجسد والبيت إلا من بعض التشققات الغير خطرة.
لكن الذي خرج من تلك التجربة ليس هو تماماً من خاضها.
ما الذي حدث بالضبط !؟ .. سأخبرك حالاً.
دعني أعترف لك أولاً أنني شخص سريع الغضب، وسرعة الغضب كما لك أن تعلم لها ذلك العرض الجانبي الذي يدعى بالشتيمة .. وكان هذا العرض الجانبي يعمل بكامل كفاءته معي على نحو لم أكن أستطيع التحكم به، لكن الذي حدث أن هذا العَرضَ قد زال اﻵن وخفتت معه أيضاً سرعة غضبي لدرجة كبيرة واختفت تلك الكلمات النابية التي كنت أتفوه بها وأندم بعدها بشكل روتيني، هذا باب قد أُغلق وقد حسبت أن إغلاقه مستحيل.
اﻷمر اﻵخر هو أنني بدأت أنظر .. بشكل حقيقي .. الى النعم الصغيرة التي كنت أحسبها تأتي مع الحياة بشكل مجاني .. وهذا تفكير خاطئ .. بنظرة تقديرية وهذا أفادني من ناحية درجة الرضا التي بدأت أشعر بها، أعتقد أن تلك الهزات العنيفة التي سبّبها الزلزال قد تسببت بانزياح في تلك الزاوية القديمة التي كنت أنظر من خلالها الى الدنيا الى زاوية أخرى أكثر تصالحاً وإيجابية.
كذلك كان الزلزال مناسبة حادة لكي أرى بشكل واضح أن إيقاع الحياة قد يتغير فجأة بشكل غير متوقع وتتغير معه أمور ومصائر كنت تَضربُ أخماساً في أسداس وأنت تفكر في الكيفية التي ستنتهي بها ولا تكف عن التفكير ووضع الافتراضات لها لتكتشف في النهاية أن اﻷمور سارت بطريقة مختلفة تماماً عما توقعته وهذا أعطاني درساً كبيراً في تجاهل الظروف القائمة والتركيز أكثر على كيفية العيش بطريقة مريحة من دون تلك التعقيدات التي كنت أشغل عقلي بها.
لذلك لم يكن ما قبل الزلزال بالنسبة لي كما ما بعده.
عبد الله المهيري ومجلاته وماسحه الضوئي
عرفتُ اﻷستاذ عبد الله المهيري منذ السنوات المبكرة لبداية التدوين والمدونات العربية، كنت أعمل وقتها في شركة أتاحت لي الوصول الدائم لخدمة الانترنت وكان هذا أمراً غير متاح سوى لسعيدي الحظ وكنت أنا واحداً منهم والحمد لله.
قدمت لي هذه الاتاحة فوائد كبيرة من ناحية التعلم ومن ناحية الإطلاع على المحتوى العربي الموجود على الشبكة وفي ذلك الوقت بدأت أكتشف عالم المدونات العربية الذي كان يبدأ خطواته اﻷولى وبالتحديد عن طريق تدوينات عبد الله المهيري .. مع حفظ اﻷلقاب .. ومدونته سردال التي كانت .. وفق ما أعلم .. مدونته اﻷولى.
ومنذ ذلك الوقت وحتى اﻵن .. حوالي العشرون سنة .. حافظ عبد الله المهيري على أسلوبه المميز والغني في سرد المعلومات وعرض المفاهيم التي كانت جديدة بالنسبة للمستخدم العربي في ذلك الزمن كمفهوم التبسيط والمحافظة على خصوصية المعلومات عبر تصفح الانترنت وكثير من المعلومات اﻷخرى.
وتشجعت من خلال كتاباته ونشاطه التدويني على البدء بالتدوين ومنذ ذلك الحين وحتى اﻵن افتتحت وأغلقت العديد من المدونات ﻷسباب مختلفة حتى وصلت للمدونة التي أكتب بها اﻵن .. وأرجو أن يكون هنا الاستقرار اﻷخير.
عبد الله المهيري يستحق عن جدارة لقب .. عميد المدونين العرب .. فالرجل لم يكف عن التدوين منذ زمن طويل ولديه دائماً ما يقدمه من مواضيع وروابط ويسير وفق مبادئ محددة لم يغيرها وكان مصدر الهام الكثيرين لدخول عالم التدوين .. ولم يتأثر نشاطه التدويني حتى مع هجرة أغلب مستخدمي الشبكة نحو مواقع التواصل الاجتماعي .. كنت تجده دائماً هو وتدويناته كنموذج لمستخدم الشبكة الذي ظل محافظاً على هويته الشخصية وعلى ضرورة أن يكون لديك مكان شخصي على الشبكة وليس مجرد حساب في موقع اجتماعي يستخدمك لكي يحافظ على هويته هو.
وفوق ذلك كان يشجع الناس باستمرار على افتتاح مدوناتهم الشخصية والكتابة بها وله فضل كبير .. جزاه الله خيراً .. في انتشار مدونتي هذه من خلال وضع رابطها على صفحة مدونته الرئيسية ونشر روابط الكثير من تدويناتي في مواضيع الروابط التي ينشرها باستمرار في مدونته.
ومنذ زمن كان لديه هدف باقتناء ماسح ضوئي مع كامل أعداد مجلات التقنية العربية القديمة التي كانت تصدر في فترة التسعينات وبداية اﻷلفية ليصنع أرشيفاً الكترونياً لها متاح للجميع وتحقق هذا الهدف خلال اﻷسابيع القليلة الماضية وبقية مرحلة تحول الصفحات الورقية الى الكترونية.
قد تسأل : وما فائدة تلك المجلات التي أصبحت معلوماتها قديمة بعد كل هذا الوقت !؟
الفائدة تعود لوجود توثيق لتلك المرحلة المهمة من التقنية العربية .. لنقل طفولة التقنية العربية .. وهذا أيضاً نوع من كتابة التاريخ الشعبي للناس والمواضيع التقنية التي كانوا يقرؤونها في ذلك الوقت وتلك المحاولات لاتاحتها للمستخدم العربي وأيضاً لكي نكون .. نحن العرب .. مطوّرين ومساهمين بها وليس مجرد مستهلكين لها.
أي وونت تو سبيك انجليش
بدأت حكايتي مع تعلم اللغة الانجليزية منذ زمن بعيد .. بعيد لدرجة لا أتذكر أساساً متى بدأت.
كانت دروس الانجليزية في المدرسة تشكل لي كابوساً دائماً وكنت أشعر بضياع تام خلالها خاصة مع وجود اﻵنسة ذات الوجه المكفهر والتي أسست مشوار فشلي في تلك المادة بنجاح.
عموماً لم تكن المدرسة مكاناً صالحاً لاتقان الانجليزية ﻷنها كانت تُعامل هناك على أنها مادة دراسية لا أكثر وليست لغة يستعملها ملايين البشر.
ولم يتغير اﻷمر كثيراً خلال سنوات عملي فقط تحسنت لغتي الانجليزية قليلاً وبدأت أستطيع قراءة الشروحات التقنية بشيء من الصعوبة .. بعدها أتت مرحلة من البعد شبه الكامل عن أي فرصة للتعلم خلال سنوات إقامتي الأولى في تركيا والصعوبات التي عانيت منها خلال ذلك الوقت .. سأحكيها لك في وقت ما فلا مجال لسردها هنا.
بعد ذلك بدأتُ محاولة اتقان الانجليزية بشكل جديّ منذ عام 2017 ..
قضيت أولاً وقتاً لا بأس به في الدوران حول الحِصن والبحث عن بوابة ما مواربة، لم أكن أعرف من أين وكيف أبدأ، ثم بدأت محاولة الاستماع الى مقاطع التلقيّن الصوتي الموجودة بكثرة على يوتيوب وكانت هناك قناة الانجليزية مع خالد الذي يقدم صاحبها فيديوهات تحوي أهم ألف كلمة انجليزية مع لفظ مكرر ووضعها في جملة.
والتحقت بعدها في عدة كورسات تحسنت لغتي بعدها قليلاً ولكني لم أصل لمرحلة الاتقان لعدة أسباب أهمها أنني كنت أضطر لحضورها بعد الانصراف من العمل أو أثناءه فأحسست بارهاق مزمن دفعني لايقاف الكورسات والتجربة كلها.
وحتى ذلك الوقت لم أكن قد فهمت .. بشكل تطبيقي .. أن تعلم أي لغة لا يتم عبر اعتبارها مادة دراسية بحتة بل عن طريق اعتبارها جزء من النشاط اليومي واﻷهم أن تعلم أي لغة لا يتم عبر الكبسولات الجاهزة ولا بوقت معين ويجب أن أكون صبوراً وأعطي الوقت لكي يتجهز عقلي ويُكوّنَ ردود أفعال تلقائية ستدفعه في لحظة ما الى استعمالها بشكل كامل وطبيعي.
هكذا بدأت طريق التعلم الذاتي وفق المفاهيم السابقة، وبدأت بتكويّن عادات تعلم وممارسة يومية عن طريق عدة تطبيقات ومصادر كتطبيق دولينجو وتطبيق Busuu وبودكاستات British council المسلية التي بدأت بمتابعتها منذ أيام وهي مفيدة حقاً وأنصح بها لمن هو في المستوى المتوسط، إضافة الى قراءة القصص والمقالات من شتى المواقع.
هناك نصيحة سمعتها من أحد أساتذة الانجليزية بأن تتعلم مهارة ما عن طريق مصادر انجليزية .. هكذا ستتعلم المهارة واللغة في آن واحد، سأحاول تطبيق هذه النصيحة من خلال تعلمي لبرمجة الويب.
أصعب مرحلة في تعلم أي شيء هو تحويله لعادة يومية من خلال التوقف عن بعض الممارسة الإدمانية .. كتصفح المواقع الاجتماعية طوال الوقت .. بعدها .. لو تم ذلك .. سيكون النجاح مسألة وقت لا أكثر، بعض الناس يصاب بإحباط سريع عندما يتوقع نتائج سريعة، لا بد من الكثير من الصبر خاصة عندما يتعلق الأمر بمهارة جديدة.
أنا ما زلت في طور التعلم وأنوي إنهاءه بأسرع وقت ممكن لأن الانجليزية لغة ضرورية جداً وتزداد ضرورتها مع استمرار التقدم التقني وكون أن أغلب المصادر المفيدة متاحة من خلالها.
أدعو لي بالتوفيق :).
مرحبًا بك عامر، ومرحبا بعودتك إلى هذا الباب التدويني.
الكوارث هي وقت لاستشعار نعمة المولى سبحانه ولطفه.
بالنسبة لتعلم اللغة الانجليزية لدي تدوينة بهذا الخصوص أتمنى أن تفيدك
https://muaad.com.ly/2021/08/how-to-improve-your-english.html
ختامًا: حاولت التعليق على التدوينة السابقة لكن تعليقي لم يمر بسبب خطأ ورد بريس.
نعم الكوارث هي وقت لاستشعار النعم فقط اﻷمر بحاجة لتفكير وموازنة
أشكرك على الرابط وسأقرأ التدوينة بتأني إن شاء الله .. مهتم بموضوع اتقان الانجليزية بشدة وأود الانتهاء منه بأقرب فرصة
بالنسبة لتعليقك الذي لم يمر فهذا من سوء حظي .. جربت اﻵن التعليق وتم اﻷمر .. يبدو أنه كان هناك مشكلة ما أو أن الوردبريس كان متعكر المزاج ولم يرد أن يمر التعليق 🙂
أهلا وسهلاً بك دائماً صديقي معاذ.
اللغة الإنجليزية،أظن تركيا ليست مكانا يساعد على تعلمها فهم حسب معلوماتي لا يتقنوننها و لا يتحدثون بها…
هذا صحيح … أعتمد على المصادر المتاحة على الشبكة وعلى الاستماع .. وأحاول أحياناً التفكير بها والتحدث بصوت عال بها لبضعة جمل وهناك التطبيقات التي تتيح لك تكرار العبارات والجمل .. سأبحث فيما بعد عن شخص ما أتكلم معه عبر الشبكة
التعافي من آثار الزلزات ستمتد لوقت طويل، كان الله في عونكم. الكوارث الطبيعية المفاجئة تذهل الإنسان. لكنه تجعله يفكر أكثر في مغزى الحياة و أهم الأشياء التي يدب على الأنسان أن بعطيها الأهمية القصوى في حياته.
هذا صحيح .. التعافي سيطول وهناك أمور كثيرة شخصية وغيرها تغيرت لدى الملايين من البشر هنا .. قرارات اتخذت وتغييرات جذرية في أماكن اﻹقامة على سبيل المثال هرباً من مناطق الزلزلال .. وكما قلت بعد الأحداث الكبرى تتغير أولويات الانسان وطريقة تفكيره كلّ وفق طريقة تفكيره