شيء من حتى

طرقعة أصابع

مرحباً بك يا صديقي.

لقد اشتقت حقاً للحديث معك.

لعلك انتبهت أنه مر أكثر من شهر على آخر تدوينة، والسبب هو ذلك الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، لنقل أن النتائج التي أعقبت الزلزال هي السبب الدقيق لهذا الغياب الطويل نسبياً.

أقيم في مدينة غازي عنتاب منذ سنوات حيث أعمل وهي مدينة تقع في أقصى جنوب تركيا على مقربة من مركز الزلزال وﻷنها كذلك كان من الطبيعي أن تكون من ضمن المنطقة التي تعرضت بشكل حاد للزلزال اﻷول والثاني وما تبعهما من زلازل وهزات ارتدادية.

أنا .. والحمد لله .. بخير أنا وعائلتي وهذا مكسب كبير جداً في مقابل ما حدث للكثيرين رحمهم الله أحياءاً وأمواتاً … هذا هو المكسب الحقيقي وكل شيء عدا ذلك يأتي ويذهب.

لن أتكلم اﻵن عن ما حدث وسأترك ذلك لتدوينة قادمة قريباً جداً إن شاء الله، ما أفعله حالياً نوع من طرقعة اﻷصابع بعد فترة من الجمود وعدم الاستقرار وعدم الرغبة في فعل أي شيء .. الواقع أنه لم يكن هناك .. خلال الشهر الماضي .. أي وقت سوى للسعي لتأسيس واقع مؤقت حتى تمر اﻷشهر الحالية بأقل عدد ممكن من الخسائر قدر المستطاع.

وبرغم ما جرى خلال سنوات الثورة اﻷولى وانتقالي للحياة في تركيا وما حدث خلال ذلك من أحداث متسارعة وتغييرات عديدة في الظروف واﻷمكنة إلا أنني لم أكن أتصور أن أخوض تجربة أخرى مماثلة في أوجه ومختلفة في أوجه ويبدو أن السنوات اﻷخيرة قد جعلتني أتوهم أن الاستقرار قد أتى أخيراً.

لكن برغم تلك اﻷوهام كان هناك هاجس خفي يراودني في أوقات مختلفة هامساً لي في جديّة بأن اﻷحوال .. بطبيعتها .. ليست ثابتة بالضرورة وأن عليك استيعاب الدروس التي اكتسبتها طوال السنوات العشر المنصرمة لكي تزداد قوة ولتكون ردود أفعالك مرنة بالقدر الكافي لتأتي صحيحة واﻷهم أن تأتي بالوقت المناسب .. ويبقى توفيق الله هو الفيصل في المِحن.

18 Comments

اترك رداً على عامر حريري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *