شيء من حتى

أشياء تحبها

نشرت عدداً لا بأس به من التدوينات خلال عطلة العيد ولكن هذا للأسف لن يدوم، في الغالب سأكتفي بثلاث تدوينات في الأسبوع واحدة عامة والأخرى عن إحدى ذكرياتي والأخيرة جزء من قصة ما، هناك سلسلة أستعد لكتابتها قد تزيد العدد ولكن في العموم أحاول أن تكون لكل منها نوع وشكل خاص بها وهذا ليس لأي سبب سوى أنني .. كأي متحدث .. أحرص على أن لا أكون مملاً، على الأقل أنا متحدث من النوع الذي تستطيع أن تُوقف كلامه بسهولة بمجرد أن تتوقف عن القراءة، ولكن بيني وبينك لا أحب أن يحدث ذلك في وقت ما لأنك صديق من أصدقاء الورق الأعزاء وأنا أريدك أن تزورني هنا كلما استطعت والحقيقة أنني أكتب لك بشكل خاص لذلك لا أستعمل صيغة الجمع عادة هنا.

استيقظت في الصباح وبدأت بعادة ذميمة لا أحبها، عادة تفقد الهاتف لأرى ما هنالك، أزعم أنني مصاب بنوع خفيف من هذا الإدمان مقارنة بما يفعله الكثير ممن حولي لدرجة أن هناك من لا يُبعد ناظريه عن شاشة هاتفه إلا نادراً.

الحقيقة أنني وجدت هذه المرة ما أشعرني بأني لم أضع الوقت بلا فائدة، أتكلم عن هذا الفيديو الذي رفعه الأستاذ أسامة الزيرو البارحة، الفيديو الرائع الذي أعاد لي ذكريات سنوات مضت وأحداث مشابهة تعرضت لها.

كنت وقتها مختص بالجانب التقني في المكتب الذي أعمل به وهو فرع لبيع منتجات الشركة في السوق القديم بحلب، أواجه مشاكل متعددة فأذهب الى شبكة الانترنت وأبحث حتى أجد حلاً لها، أمور وخبرات عديدة تعلمتها من نشاط البحث اليومي الذي أصبح شغفاً بحد ذاته في ذلك الوقت الذي لم تكن الشبكات الاجتماعية قد وُجدت بهذا الشكل المتوحش الذي يُعطي المستخدمين منطقة راحة ضخمة تُبعدهم عن تعلم ما يفيدهم بحياتهم العملية.

البحث عبر الشبكة يجنّبك إعادة إختراع العجلة، للدقة هو يعلمك كيف تُشغل تلك العجلة لأن إعادة اختراعها سيكون خارج إمكانياتك أصلاً.

كان هذا قبل أن تبدأ الثورة في سوريا وتتغير أمور كثيرة بعدها لأجد نفسي لسنوات بعيداً عن الأشياء التي أحببتها وكانت جزءاً أصيلاً من حياتي.

عندما تخلو حياتك من الأشياء التي تحبها يفقد كل شيء معناه وتصبح الحياة عبارة عن ساعات طويلة خالية من البهجة والأمل لذلك لا أستغرب من الذين تصيبهم علامات الهرم وهم مازلوا في عزّ سنوات شبابهم.

هناك ما هو أسوء وهو أن لا تكون الأشياء التي تحبها قد وُجدت أصلاً في حياتك ولا تحاول أن تفعل شيئاً متعللاً بشتى الأعذار الفارغة متجاهلاً حقيقة أنك لن تستطيع اكتساب أي قيمة من دون تعب وأن التغيير يحتاج لصبر لأنه يأتي ببطء.

لن تشعر بطعم الحياة من دون وجود أشياء تحبها، أشياء قد تكون بسيطة ولكنها تشعرك بالرضا وبأن الحياة تسير .. الى حد ما .. كما تريدها، حياة تسير بها وليست تسير بك.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *