مرحباً بك يا صديقي.
بعد أشهر برد طويلة ولذيذة عاد الصيف دون إنذار مسبق، فجأة رأيت نفسي مضطراً لركوب باص إضافي حتى لا أضطر الى المشي لفترة لا بأس بها تحت وهج الشمس لأصل الى العمل غارقاً في العرق.
بدأت أيضاً أفكر في طريقة سحرية لجعل الهواء البارد يمر بين جنبات المنزل بدون إنقطاع، الواقع أن ليس هناك حل سحري لهذه المشكلة والطريقة الوحيدة لفعل ذلك هو أن أمد يدي الى جيبي لأخرج ما هو أشدّ سحراً من عصا هاري بوتر ومقشته الطائرة، إنها النقود بطبيعة الحال … توقفت عن التفكير عند هذا الحد وهززت رأسي في حسرة.
أنهيت منذ عدة أيام رواية ” شرف ” للكاتب صنع الله ابراهيم، كان قد رشحها لي في إحدى الجلسات أحد الأصدقاء الذي كان يضعها على قائمة الانتظار، بدأت أحداث الرواية بشكل سريع ووجد بطلها شرف نفسه في السجن بعد أن أدين بقتل أحد الأجانب الذي حاول الاعتداء عليه، طبعاً لن أسرد لك ما حدث معه في التحقيق والذي كان كفيلاً بجعله يعترف بقتله للسادات نفسه، ثم بدأت تفاصيل أيامه الأولى في السجن، لا أخفيك أنني شعرت ببعض الغثيان من جراء وصف مجريات الأحداث هناك ثم سرعان ما اعتدت عليها وبدأت أنغمس في الصفحات المليئة بالشخصيات والتي لا بد أن الكاتب تعرف عليها من تجربته الشخصية ومن تجارب من حوله ممن زاروا المعتقلات.
ما لاحظته أيضاً أن صنع الله كان يحاول أن يخلق وعياً في عقل كل قارئ لروايته التي هي ليست مجرد رواية تقليدية بل بها تفاصيل كثيرة عن الطرق التي تتبعها الشركات العابرة للقارات في سرقة المال من جيوب الفقراء وملأ حياتهم بالبضائع التي تلحق الضرر بهم وبأطفالهم، والرواية تتضمن أيضاً مسرحية تصف المشهد السياسي في ذلك الوقت والذي قام السجناء بتمثيلها وانتهت بنهاية أطارت مأمور السجن من منصبه لأنه سمح في غفلة لمثل هذا النوع من المسرحيات أن تمثّل تحت سمعه وبصره دون أن يدرك الحقيقة إلا في نهايتها.
كانت النهاية سوداء كعادة تلك الروايات التي لا تجد فيها أصلاً أي زاوية سعادة، استسلام البطل الذي ليس هو بطلاً جداً لقدره الذي ليس محتوماً بقدر ما اعتقد أنه محتوم.
لا توجد تعليقات