
مرحبا بك يا صديقي ..
كما أخبرتك من قبل .. إن كنت تذكر ذلك .. تركت العمل منذ بداية الشهر الرابع من العام الحالي ..
إن كنت تريد الدقة فهو من تركني .. فجأة انقلب اللطفاء الذين كنت محاط بهم الى كيانات لا هم لها سوى الاحتفاظ بكامل مكاسبها ولو على حساب استقرار الآخرين .. المدراء الذي من واجبهم الحفاظ على الكادر جعلوا الكادر هو من يدفع الثمن.
وأنا كنت أضع باعتباري طوال السنوات الماضية أن هذا سيحدث في وقت ما لذلك تعلمت خلال تلك السنوات الفرونت إند حتى وصلت لرياكت ومن ثم تركته وبحثت عن مهارة متماشية مع طبيعة العمل الذي كنت أعمل به وهو التدقيق فتعلمت لغة البرمجة بايثون وبعدها بدأت بتحليل البيانات عن طريق مكتباته ..
كنت في وسط رحلة تعلم تحليل البيانات عندما فقدت عملي .. قلت في نفسي أن هناك بعض الإيجابيات فيما حدث وهي أني سأستطيع التركيز على مسألة التعلم وهذا سيقلص الوقت المطلوب لأصبح جاهزاً للدخول لسوق العمل كمحلل بيانات.
وهكذا كان .. انتهيت من مرحلة التعلم الأساسية وتعلمت مهارة التعامل مع استعلامات SQL والتعامل مع برنامج PowerBI .. لا أحد يستطيع الزعم أنه أنهى تعلم مهارة ما بشكل كامل ولكني كنت جاهز كمبتدأ على الأقل وأزعم أنني كنت بمستوى أفضل من ذلك.
ولكن .. عندما بدأت رحلة البحث عن عمل كمحلل بيانات اكتشفت أن الأمر ليس بالكيفية التي تصورتها .. في البداية نصحني أغلب الأصدقاء والمعارف بالتركيز على لينكدان باعتبار أن أغلب طلبات التوظيف تنشر من خلاله .. وهكذا كان ولكن الذي لاحظته هو أن المعروض أكثر بكثير من المطلوب .. وبدأت أعتقد أن العالم مليء بالمحترفين وأصحاب المواهب وأني أبيع الماء في حارة السقائين .. هكذا بدا الأمر على الأقل في لينكدان حيث تشعر عند تفاعلك فيه بأنك واقف في سوق مزدحم والعالم كلها تصيح من حولك بأصوات تخرق الآذان .. والصياح كما تعلم وسيلة فعالة للتشويش ولكنه لا يدل أبداً على الحقيقة وعلى الكفاءة واسأل من جعله حظه العاثر يقع في خصومة مع امرأة سليطة اللسان عالية الصوت .. ستكون الخاسر مهما حدث فضلاً عن أنك لن تستطيع أن تجاريها في صياحها مهما بلغت مهاراتك الصوتية.
لدي كلام كثير حول لنكدان ولكن الموضوع بحاجة لتدوينة مستقلة قادمة إن شاء الله.
وأنا أعتقد بشكل قاطع أن كيفية العثور على عمل هي أشبه بذلك الجبل الجليدي الذي يظهر جزء ضئيل منه فوق سطح الماء بحيث تعتقده مجرد كتلة متجمد صغيرة بينما الجزء الأكبر والأضخم غائص هناك في الأعماق بحيث لا تستطيع تصور حجمه الحقيقي .. هل تذكرت تلك الصورة التي يستعملونها كثيراً ؟..
بالنسبة لي كان الجزء الصغير من الجبل الجليدي هو عمليات التوظيف الروتينية التقليدية والمقابلات مع الموارد البشرية وانتظار ايميل القبول أو الرفض الذي لن يأتي في الغالب .. حدث ذلك معي منذ أسابيع.
لكن الجزء الكبير غير الظاهر من ذلك الجبل متعلق بشكل كامل بالعلاقات … هذا ما أؤمن به .. العلاقات هي المدخل المنطقي للحصول على وظيفة .. أصحاب العمل بحاجة لمن يكفل لهم من سينعمون برؤية خلقته يومياً لفترة لا يعرفها إلا الله والحكاية أشبه بالخطبة والزواج .. أنت لا تتزوج بشكل عشوائي ولا بد من السؤال عن العريس وأهله .. طبعاً عندما نتكلم عن الوظائف فأنت لست العريس بالتأكيد وفهمك كفاية.
وأنا لا أقصد هنا العلاقات التي تؤدي لأن ينال الوظيفة أحد تلك الطبول الفارغة التي لا تملك أي مهارة .. هذا شاهدته مراراً خلال السنوات الماضية .. القصة باختصار أن العلاقات ترضي جميع الأطراف وتسهل القضية .. طالب العمل يحصل على وظيفة وصاحب العمل يحصل على موظف كامل الفيدباك .
والى أن يأذن الله لنا بعمل مازلت مستمراً في السعي والأخذ بالأسباب .. أدعو بالخير لي ولك.
حلم تحقق
منذ سنوات طويلة .. طويلة لدرجة لا أدري كم طولها .. كان لدي حلم بأن أتعلم تصميم مواقع الويب .. وأنا لا أقصد هنا الواجهات فقط كما يفعل الأخوة في الفرونت إند بل صنع موقع كامل من قواعد بياناته حتى باباغنوجه.
ولأن لدي سلة أحلام كبيرة معتبرة فإن اقتناء الأحلام ووضعها بها كان دائماً مسألة سهلة حقاً .. هناك أحلام تجلس في السلة صامتة راضية لا يهمها إن تحققت أم لا وهناك من الأحلام من هو حانق متململ لا يكف عن تذكيري في كل مناسبة بأنه حلم من واجبي تحقيقه وإلا فعلي رميه من السلة وتركه يواجه مصيره وحيداً.
كان حلم تعلم تصميم مواقع الويب أحد تلك الأحلام الحانقة .. لذلك وحتى أتخلص من جزء من هذا الصداع الذي لدي منه الكثير فقد انتهزت فرصة انتهائي من التعلم الأساسي لتحليل البيانات وبدأت بتعلم أساسيات PHP وبدأت بعدها بتعلم إطار لارافيل .. الحقيقة أن تعلمي السابق لإطار رياكت سهل علي فهم لارافيل واختصر مدة التعلم بشكل جيد.
ولأن الطبيخ الجيد لا يعرف إلا بالتذوق فقد صنعت مشروع لارافيل لأطبق ما تعلمته ولكي يكون جزء من معرض أعمالي ..
انتهيت من المشروع منذ أيام وكان لدي خيارين .. إما إتاحته ككود ضمن مستودع Github أو رفعه كمشروع كامل قابل للمشاهدة والتصفح .. واخترت الخيار الثاني بالطبع لأن الخيار الأول ملائم فقط للمبرمجين الذين يعرفون قراءة الكود وليس للجميع.
هذا هو رابط نسخة العرض من المشروع
المشروع هو مدونة حقيقة قابلة للاستعمال والتفاعل .. أضفت عليها صلاحيات للأدمن والمحرر والمشاهد .. الأدمن يحق له الحذف والتعديل والدخول للوحة التحكم .. أي محرر يستطيع إضافة التدوينات وتعديل تدويناته فقط .. المشاهد يستطيع إضافة تعليق فقط .. ولكل مستخدم مسجل لوحة تحكم خاصة به يستطيع من خلالها تغيير كلمة سره.
لو كنت تريد أن تتصفح الموقع بصلاحية الأدمن راسلني وسأوفر لك بيانات الدخول .. أنشأت أيضاً آلية تحذف كل المحتوى وتعيد المدونة لمحتوى معين .. شيء على غرار تلك البرامج التي تعيد الويندوز لحالة محددة لو حدث وعبث أحد ما به.
أحد أسباب دخولي في مسار تعلم لارافيل هو الحاجة لتعدد المهارات .. زمان كنت تستطيع العثور على عمل لو كنت تجيد العمل على إكسل مثلاً ولو بشكل متوسط .. اختلفت الأمور كثيراً هذه الأيام وبات تعدد المهارات ضرورة .. الآن أستطيع أن أقوم بمراحل العمل من بدايتها .. صنع الآلية التي توفر المعلومات ومن ثم أخذها وتنظيفها وعرضها على داشبورد ملائم لكل حالة.
أرجو أن لا يتطلب الأمر مني أن أتعلم مهارة طحن البن لتصبح إحدى مميزاتي .. لا أخفيك أنها مهارة مسلية حقاً ومربحة .. أن تكون صاحب مطحنة بن صغيرة خير من الوظائف وما فيها.
أخيراً قمت بتحديث موقعي الشخصي أيضاً .. وهذا هو رابطه
كانت أسابيع حافلة حقاً ….
على صعيد آخر هناك حلقة جديدة الخميس القادم إن شاء الله من سلسلة الآن نفتح الصندوق على قناة بارانورمال .. هذه قائمة يوجد فيها جميع أعمالي التي تحولت لدراما إذاعية.
الآن .. أعتقد أني تكلمت بما فيه الكفاية ..
صديقي العزيز …
سعدت بزيارتك والحديث معك .. الى لقاء آخر إن شاء الله.
مرحبًا عزيزي، هذه إدارة فاشلة التي تحكي عنها. أسأل الله أن يبدلك وإياي خيرًا منها. كنت أفكر فيك وأنا أنشر حديث الأربعاء لهذا الأسبوع.
لينكدان، وما أدراك. موقع التباهي والتفاخر باللاشيئ. لا أجد له فائدة حقيقية غير الفشخرة الفارغة. ربما يجب أن تدون عنه وعن سلبياته.
أمين يارب .. صار عندي فضول لكي أقرأ تدوينتك .. لن أتأخر في كتابة تدوينة لينكدان إن شاء الله .. تحية كبيرة لك معاذ
ذكرتني بما مضى وبما حدث مؤخراً، البحث عن وظيفة في الماضي يعني الذهاب لأماكن مختلفة ولقاء أناس لا يعرفونك، وكما قلت العلاقات هي الأهم لأنني لن أصل لهم ما لم يكن هناك وسيط بيننا، حتى مع الوسيط لم أجد وظيفة، الفرصة الوحيدة التي وصلت فيها لقرار التوظيف وبدأ عملية التوظيف التي انتهت بعدم حدوث شيء، ليس مشكلة من جهتي أو جهة التوظيف بل جهة ثالثة تدخلت وعرفت بعدها أنه ستمنعني من أي وظيفة.
الآن البحث عن وظائف أصبح رقمياً ويبدو لي عالماً غريباً لا أريد الخوض فيه، مع ذلك جربت وعرفت فوراً أنني أكبر من السن المناسب للتوظيف، العديد من الوظائف تطلب شخص في أوائل العشرينات وأنثى وأنا لا هذا ولا ذاك 🙂
لن أخفي تضايقي من هذا الوضع لكن هذا ما كتبه الله وليس لدي سوى الصبر والشكر، بعد التجربة لفترة توقفت.
لن يرحل أحدنا عن الدنيا قبل أن يحصل على كامل رزقه والرزق عند الله، متى وأين وكيف سيحصل عليه؟ هذا علمه عند الله.
نعم الرزق من عند الله وسنحصل على كامل رزقنا في النهاية .. ما نفعله هو نوع من الأخذ بالأسباب أما النتائج فلسنا نحن المتحكمين بها.
حديثك عن الجهة الثالثة جعلني أشعر بقدر من الفضول ولكن احترام خصوصيتك هو في المقام الأول.
السن المناسب للتوظيف هو نوع من الخرافة .. نحن لا نتكلم عن احتراف كرة القدم أو ماشابه .. الحكاية متعلقة بالخبرات التي تزداد مع الوقت .. الأمر شبيه برمي وجبة بعد نضوجها .. السبب على ما أعتقد متعلق بالمدراء لا أكثر .. يريدون موظفين صغار في السن ليسهل التحكم بهم أكثر.
السلام عليكم، هناك موقع بعيد ومستقل يوجد طلب كبير ، كذلك الكتابة الإبداعية مازالت هناك عروض توظيف في المجال… لينكد إن أغلب البروفايلات تبالغ في تظخيم مؤهلاتها …
وعليكم السلام .. شكراً على الدعم وعلى الترشيحات .. أتابع موقع بعيد وفيه فرص ملفتة فعلاً ولكنها قليلة وأغلبها من عالم التسويق .. بالنسبة للكتابة الابداعية فلم أعثر على فرصة بعد في هذا المجال .. المطلوب هي أشياء متعلقة بالتسويق أيضاً والنشر الدعائي … شكراً على مرورك مرة أخرى.