مرحباً بك يا صديقي ….
بالنسبة لي … كان الأسبوع الماضي حافلاً بمشاعر متضاربة بين الآلام والهموم والآمال .. مشاهد سجن صيدنايا لا تبارح خيالي كحزمة كوابيس تضاف لما هو موجود فعلاً .. كسوري لم يكن هذا مفاجئاً بالنسبة لي .. لكن برغم ذلك هناك فرق كبير بين ما هو متوقع وبين الحقيقة المجردة .. ما بين الأنماط التي يرسمها خيالك وبين الوجوه والأجساد المحطمة التي تراها .. الوجوه التي تملك أسماء نسيتها من فرط ما مر عليها من أهوال.
الواقع أن السوريين بالمجمل يمتلكون تجارب متفاوتة بهذا الخصوص من خلال تفاعلاتهم اليومية وعلى مراحل مختلفة من حياتهم ولا يحتاج الأمر أن تزج بالسجن لكي تمتلك تلك الخبرات المريرة وإن كان السجن بالنسبة لها يمثل مرحلة الوحش التي يدخل فيها المرء ليخرج .. إن خرج أصلاً … وهو مجرد هيكل بشري متآكل لا أكثر.
نحن امتلكنا الآن فرصة للأمل .. ونعلم تماماً أن لا توجد في الحياة نهايات مطلقة أو مواربة كنهايات الأفلام .. الحياة نهر مستمر الى النهاية التي تحددها مشيئة الله .. ونحن لنا الخيار .. أما أن نبقى متفرجين .. كالعادة .. ننتظر أن يخوضه غيرنا ليعطينا المكاسب وهذا لن يحصل .. وإما أن نخوضه متجاهلين المخاطر التي قد تحدث لأنها ستحدث بكل الأحوال ولكنها ستكون أشد وطأة لو عدنا لعادة الجلوس على ضفة النهر منتظرين ما يجود به غيرنا.
مرحباً بك مرة أخرى ….
مرة أخرى .. مساحات من الكتب
عاد معرض الكتاب العربي الى غازي عنتاب بعد أن غاب السنة الماضية .. توفر الكتاب العربي في تركيا عموماً قضية متعددة المشاكل والتحديات كغلاء الأسعار وصعوبة الوصول له مالم تكن تعيش في اسطنبول أو أنقرة … عندها ستضاف أجرة الشحن الى قيمة الكتاب وهي ليست قليلة خاصة مع تصاعد التضخم المستمر.
لذلك كان معرض الكتاب الذي أقيم خلال أسبوع تحرير سوريا متنفساً للقراء الذين لم يقتنعوا بالصيغة الرقمية للكتاب .. الغير مقنعة أصلاً .. الصيغة الرقمية تسهل لك الوصول للكتاب وقراءته .. أما امتلاكه فهذا أمر آخر.
لذلك وجدت نفسي أسير متجولاً بين أرجاء الكتب .. هذه المرة كان هناك تنوع أكثر في العناوين برغم اختفاء بعض المكتبات التي كانت متواجدة في السنوات السابقة.
اشتريت عدة كتب أغلبها روايات .. حان الوقت للاهتمام بها بعد أن كان المزاج متهم أكثر بأنواع الكتب الأخرى .. المكان كان مبهجاً حقاً ولكن الاقبال كان أضعف هذه المرة والأسباب كما أتوقع هي انشغال الناس بالوقائع التي تجري بسوريا ولضعف ذات اليد.
كانت فرصة جميلة لاستعادة ذكرياتي القديمة في التجول بين الكتب .. معارض الكتب لا تقوم بدور المكتبة المتاحة طوال السنة ولكن بالنسبة لشخص متواجد في مدينة لا توجد فيها سوى مكتبة عربية واحدة محدودة الكتب فهذه مناسبة سعيدة حقاً.
هذا جميل حقًا. أبارك لكم سقوط هذا الصنم. وأسأل الله النصر والتمكين لسوريا وأهلها الكرام، ولكم يا صديقي.
بالنسبة للكتب، أذكر أنك قلت شيئًا عن عدم توفر الكتاب العربي في تركيا ويسرني أنك حصلت على كتب تضيفها لمجموعتك. ربما تقوم بعمل مراجعات عنها في القريب على مدونتك إن شاء الله.
الله يبارك فيك يا صديقي وإياكم إن شاء الله .. نعم الكتاب العربي ليس متوفراً في تركيا إلا بشكل محدود وفي مدن بعيدة عني ولذلك أسعارها غالية .. حاضر سأكتب بعض المراجعات عنها إن شاء الله
سعيد بمرورك دائماً 🙂