أماكن العمل ..
تلك الأماكن التي نقضي فيها ساعات طويلة من أيامنا وأوقات طويلة من حياتنا بدءاً من ذلك اليوم الذي نصبح جاهزين فيه للخوض في سوق العمل .. للدقة نعتقد أننا كذلك ولا يكون هذا صحيحاً على طول الخط.
الأماكن التي تبدو من الخارج متشابهة بغرفها وطاولاتها وتجهيزاتها وموظفيها الجالسين والمبحلقين في أوراقهم وشاشات حواسبهم.
ولكن وكما لك أن تعلم هو تشابه خادع لأن لكل مكان عمل خصوصيته وحكاياته التي تتشابه بوقائع معينة وتختلف كلياً في وقائع أخرى.
لكل مكان عمل خصوصيته برغم محاولة فرض كل المعايير والنظريات ومحتويات الكتب وذلك العلم الذي يسمى بإدارة الأعمال.
المعايير والنظريات والكتب التي تنجح بتفسير أمور عديدة وتعجز عن أمور أخرى أزعم بأنها الطاغية أكثر.
هناك تكتيكات وحلول تستطيع إخبارك بها كتب الادارة وهناك ما لا تخبرك به تلك الكتب.
الانسان ينجح دائماً برغم كل شيء في إعطاء خصوصية ما للأماكن التي يتواجد بها وأماكن العمل ليست استثناء من هذا.
أماكن العمل ليست متشابهة ولا يطبق عليها نفس المعايير دائماً .. الحقيقة أن هناك من لا تنطبق عليه أي معايير معروفة وهذا يحدث بشكل متعمد في الغالب.
لذلك ستجد أن كل مكان عمل هو حكاية بحد ذاتها وإعادة اختراع العجلة أمر لا يكف عن الحدوث في بعضها بحيث تشعر بأنه أسلوب الحياة وغاية الحياة.
وأنا قضيت في تلك الأماكن سنوات طويلة من عمري وعندي الكثير من القصص والحكايا والطرائف والمآسي أيضاً وكلها تأتي من ذلك الجانب الذي لا تخبرك به كتب الادارة.
هذه سلسلة من المقالات التي أتحدث فيها عن أفكار ووجهات نظر وحكايات متنوعة وأمور ما يجمع بينها هو كونها حدثت في أماكن العمل أو تسببت تلك الأماكن في حدوثها.
وللأمانة .. هناك أيضاً قصص لم أسمع عنها بشكل فعلي ولكن من المؤكد أنها حدثت في مكان وفي زمان ما.
ومنذ البداية وحتى نتفق على كل شيء .. هذه ليست مقالات علمية وأنا لست مسؤولاً عن أي استعمال خاطئ لمحتوياتها .. ولا تنسى عزيزي القارئ أن المقالات العلمية نفسها قد يأتي يوم ويتم اكتشاف ما يجعل محتواها خارج الصلاحية .. لذلك بإمكانك ببساطة اعتبارها أحاديث وآراء شخصية والأمر كله جلسة حكي لا أكثر.
ولكن وبرغم كل شيء لا أستطيع سوى أن أستجيب لذلك الهاجس الذي يلحّ علي لكي أطلب منك أن تقرأ ما سأكتبه جيداً وتفكر بتلك الأشياء التي بين السطور ..
على الأقل لكي لا يُعاد اختراع العجلة مرة أخرى.
أرجو أن تقضي .. على الأقل .. وقتاً ممتعاً وطريفاً هنا.
التعليقات :