المدون .. كأي مخلوق على هذا الكوكب .. لديه هاجس التكاثر.

أرجو أن لا تشعر بالتعجب أو الدهشة من تلك الحقيقة .. وحتى لا يذهب تفكيرك الى الأماكن الغلط أريد أن أذكرك بأن التكاثر له أشكال مختلفة بدءاً من الانقسام الثنائي وانتهاءاً بتلك المراحل المعقدة أكثر التي تبدأ بصالون ما مع فنجان قهوة وتنتهي بغرف المستشفيات مع صوت بكاء طفل مذعور من حقيقة أن الدنيا برد وجوع في الخارج.

أما شكل التكاثر الأثير عند المدون فهو عدم الاكتفاء بمدونة واحدة لذلك لا يكف عن افتتاح المدونات والكتابة بها ثم في لحظة ما يقرر أن يغلقها ليفتتح مدونة أخرى وهكذا دواليك.

دورة الحياة هذه لا تحدث بسرعة كما قد تتخيل .. الأمر يأخذ وقتاً لا بأس به لكي يبدأ وينتهي.

وهذا السلوك .. كسلوك أي مخلوق على هذا الكوكب .. ليس شامل الجميع بالضرورة .. هناك من قرر أن يمشي بتحديد النسل ويكتفي بمدونة واحدة فقط .. هؤلاء يشكلون اتجاهاً كبيراً حقاً وأوضاعهم مريحة ويطبقون مبدأ “يقطع الخلف وسنينه” بنجاح يستحق التقدير.

عن نفسي كنت أتبع الطريقة التقليدية في التكاثر عند المدون .. في البداية كنت أفتتح مدونة وأكتب بها لأغلقها فيما بعد وأكف عن التدوين لأفتتح أخرى وهكذا .. ثم حصلت طفرة جعلتني أفتتح أكثر من مدونة في نفس الوقت وكان هذا سيء جداً بالنسبة لي لأنه أضاف عبئاً جديداً الى الكومة إياها ..

والذي حدث بعدها أن فكرة لا بأس بها خطرت لي وهي تحويل تلك المدونات الى أقسام في مدونتي الأساسية وقد لاقا هذا الحل استحساناً كبيراً في خلاياي الرمادية التي لولا تحفظها لزغردة من الفرحة .. هكذا صرت أحول كل فكرة مدونة تخطر لي الى قسم في مدونتي هذه وأضعها هناك في البدروم جنب أخواتها.

جميل جداً والأمور تسير على ما يرام .. لكن كما تعلم لا بد من أعراض جانبية ما في كل حدث تاريخي عظيم .. وكانت الأعراض الجانبية هنا أنني وضعت نفسي دون أن أدري سوى متأخراً في قوالب محددة لدرجة أنني التزمت بشكل لا إرادي بالأفكار التي تنتمي لأقسام المدونة بالتحديد .. وهذا أدى لتحديد شكل ونوع ما أكتب لدرجة شعرت معها أني مقيد فعلاً وهي كارثة حقاً أن تشعر بأنك مقيد في مساحة كتابتك الشخصية.

لذلك خطرت لي فكرة الباب الخلفي.

يجب أن تكون حذراً عندما تفتح الباب الخلفي .. جميع الأبواب الخلفية تملك صوت صرير عال منذر بالويل .. لقد قام الباب بتنبيهك لما ستراه بعد قليل وقد أُعذر من صرصر.

أنت لا تعرف حقيقة الأشياء التي ستجدها وراء الباب الخلفي.

الناس قد تخبأ وحوشاً وراء أبوابهم الخلفية .. وحوش مرعبة وحقيقية أكثر من وحوش القصص والأفلام.

قد يكون هناك مختبر للتجارب السرية .. أو قاتل ينتظرك في صبر .. أو كائن ما يريد عينيك وأذنيك ليرى ويسمع.

أشياء مرعبة حقاً قد توجد وراء الأبواب الخلفية .. أشياء ستعثر عليك في الغالب قبل أن تعثر عليها ..

لذلك يجب أن تكون حذراً دائماً وأنت تقترب من الباب الخلفي وتمد يدك على الباب وتفتحه .. أنا لا أضمن لك أبداً النتائج.

أما عن بابي الخلفي فهو سيحوي كل شيء لم أرد أن أكتبه في أي قسم آخر .. سأكون هنا على راحتي ولن ألتزم بشيء سوى قدر مناسب من الالتزام الأخلاقي وأقول ذلك حتى لا تشعر بقدر غير مناسب من الفزع الذي قد يدفعك للهرب بعيداً :).

سأكون في الأقسام الأخرى دكتور جيكل وفي هذا القسم تحديداً مستر هايد.

قد تجد مراجعة لكتاب أو فيلم أو مسلسل ما .. مراجعات لا تشبه تلك المراجعات التقليدية التي تشبه في مستوى رتابتها ومللها نشرات الأخبار.

قد تعثر على رأيي في أمر أو حدث ما .. ولك مطلق الحرية في أن تمسكه وترميه وراء ظهرك وأنت في غاية الاستمتاع.

من الآخر .. هذا القسم هو ذلك المكان من المدونة الذي ستدخله بكامل ارادتك الحرة وبكامل المسؤولية عن ما ستجده فيه .. وأنا أفكر جدياً بأن أضع عند نشر روابطه تحذيراً شبيهاً بتلك التحذيرات التي تخبرك بأن المحتوى قد يحوي مشاهد صادمة للبعض.

هل جعلتك تشعر بأكبر قدر من النفور من أن تقترب من هذا القسم !؟ .. جميل جداً .. أهلاً وسهلاً بك هنا دائماً.