مرحباً بك يا صديقي

حاولت أن أكتب هذه التدوينة أو لنقل هذا الحديث منذ عدة أيام ماضية .. قلت لنفسي لعلي أتشجع وأزيد من وتيرة التدوين قليلاً وأحوله الى نشاط نشيط أكثر .. لكني انشغلت بكتابات أخرى سأحدثك عنها في آخر الكلام.

الكتابة والنشر بشكل يومي أمر ايجابي وهدف كبير فعلاً ولكن لكي أكون ذلك الشخص الذي يمتلك تلك المقدرة بشكل حقيقي يجب أن أتمتع بعدة أمور منها أن يكون لدي وقت يومي كاف للقراءة لن يكون أقل من ثلاث ساعات على أقل تقدير ووقت آخر مماثل للكتابة وأن يكون لي اختلاط غير عبثي مع الناس بحيث يكون الهدف ملأ الخزانة بالذهب وليس بالعلاك المصدي.

الأمر الآخر هو العمر .. يبدو أنه الشرط الوحيد الذي حققته هنا 🙂 .. فمهما كان الواحد منا عبقرياً وفريداً من نوعه فمن الصعب .. في هذا الزمن على الأقل .. أن نرى أعماراً صغيرة ومواهب كبيرة لأن لذلك مقادير وطريقة طبخ هذه الوصفة غير متوفرة هذه الأيام للأسف .. الملهيات الفارغة المسببة للادمان تملأ الدنيا ولا تترك المجال لأي شيء آخر.

وأنا بكل الأحوال سعيد بتمكني بعد سعي طويل من الانتظام في التدوين .. وأما عدد التدوينات التي أستطيع أن أنشرها في زمن ما محدد فسأتركه للتوفيق.

مالم أقرأه بعد

مرت ذكرى وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق منذ عدة أسابيع وتحديداً أول الشهر الحالي .. أردت الكتابة حول ذلك ثم منعني خاطر معين .. لم أرد أن تكون الحكاية مجرد طقس سنوي كمن يزور قبر ميت لأن التقاليد تحتم ذلك.

الحزن لموت شخص ما فجيعة تأتي فجأة وتذهب بشكل متدرج .. ولكنه في حالات معينة يتحول لحزن مقيم .. وأنا لم أنتقل .. لا أعتقد أني سأفعل ذلك والله أعلم .. لمرحلة الذهاب الكامل للحزن وتحول الحكاية كلها الى ذكرى لذلك لم أجد من المنطقي أن تكون الكتابة عن الدكتور أحمد مرتبطة بيوم معين عليّ الكتابة فيه بالذات ..

ترك الدكتور أحمد الكثير من القصص والحكايات قرأت أكثرها وأبقيت بشكل متعمد على بعضها من دون قراءة .. وصرت أتعامل معها كما يتعامل الضائعون في الصحراء مع زجاجة الماء الأخيرة .. كميات ماء قليلة على فترات متباعدة .. عليك التمهل ما استطعت لأن صاحب هذا الأسلوب الذي اعتدت على حكاياه لفترة طويلة .. هل أقول ربع قرن !؟ .. لم يعد موجوداً ليقدم لك المزيد.

ألا توجد كتب أخرى ممتعة غير ما كتب دكتور أحمد !؟ .. هناك الكثير بالطبع .. ولكن مهما سمعت من ألحان جيدة ستبقى في وجدانك تلك الألحان البهية القديمة.