اشتركت خلال الشهر الرابع في خدمة مجرة وهو موقع يقدم محتوى منوع مترجم للعربية من منصات عالمية تهتم بقطاعات مختلفة من العلوم الادارية والتكنولوجية والنفسية وغيرها.
في نهاية ذلك الشهر قمت بإيقاف الاشتراك في الخدمة ولم أرى ما يشجعني على الاستمرار بها ولهذا أسباب سأذكرها لاحقاً ولكن قبل أن أبدأ بها أريد أن أذكر بعض الملاحظات التي أرى من الضروري ذكرها كمقدمة لما سأكتب :
- الآراء التي سأذكرها هنا شخصية بحتة ومذكورة في مدونة شخصية وليست في موقع عام أي أنها مذكورة في مساحة أملكها بنقودي وأكتب بها آرائي الشخصية.
- ما سأكتبه هو انطباعاتي السلبية فقط ولن أكتب أي شيء إيجابي .. والسبب أننا في خضم حمى التسويق وكتابة المحتوى الذي يلائم مصالح جهات معينة لأسباب مادية أو إجتماعية أصبح المحتوى الناقد قليلاً وتحول تعامل الناس معه على أنه هجوم عدواني ومساس للمصالح مع أن النقد هو ردة فعل بشرية طبيعية جداً ومن الممكن استخدامه لاصلاح مواطن الخلل أو للحذر من مواطن الخلل أو ببساطة تجاهله تماماً ونقده على أنه هراء.
لنبدأ الآن مراجعتي عن خدمة مجرة:
- عدم التناسق بين المقالات : أنا أفهم تماماً أن لكل كاتب أسلوب في كتابته وليس من المنطقي أن يكتب الناس كلهم بنسق واحد ولكن على الأقل يجب أن تكون هناك روح واحدة تجمع المحتوى كما كان يفعل قسم الديسك في الجرائد والمجلات بحيث يكون هناك مسؤولون عن مراجعة المحتوى وإضافة لمسة عامة له عن طريق اختيار ما يناسب واستبعاد ما لا يناسب وفق قواعد وهذا لم أجده في المحتوى الذي تقدمه مجرة.
- الترجمة الحرفية : كما ذكرت في بداية تدوينتي الخدمة تعتمد على ترجمة المحتوى من مواقع عالمية وفي الكثير من الأحيان كانت الترجمة حرفية وجافة من غير مراعاة أن أسلوب الكتابة بالانجليزية مختلف عن العربية والترجمة الصحيحة التي أفهمها هي استيعاب أفكار النص ثم الكتابة وفق المصطلحات والأدوات اللغوية التي توفرها اللغة المترجمة إليها.
- الاطالة : ليست الاطالة مشكلة بحد ذاتها وبالعكس نحن نعاني من المحتوى القصير الذي يجعلنا فارغي الصبر ويحرمنا من المكاسب التي من الممكن أن نأخذها من النصوص الطويلة الثرية ولكن الاطالة ليست دائماً جيدة خاصة إن كان القارئ قد ملّ من إنتظار وصول زبدة الكلام إليه وتلك العبارات المركزة التي تكتب في مقدمة المقال لا تساعد كثيراً بهذا الصدد.
- كثرة المحتوى اليومي : قد تستغرب من اعتباري أن هذه نقطة سلبية ولكن لأشرح لك ما أقصد .. المفترض أن الخدمة موجهة لقطاع الأعمال ومن هم في مستوى مالي ومعرفي معين وهؤلاء لن يكونوا مسترخين في كنبات بيوتهم .. هؤلاء لديهم وقت محدود للقراءة وهذا موقع يقدم محتوى يومي وليس مجلة أسبوعية أو شهرية لذلك فعندما يتم نشر سبعة مقالات أو أكثر كل يوم فلن يتمكنوا من قراءة جميع ما نشر خاصة مع نقطة الاطالة التي ذكرتها منذ قليل وحتى لو افترضنا أن المشترك .. بشكل طبيعي .. لن يهتم بكل شيء فهذا افتراض خاطئ بالنسبة لخدمة تقدم محتوى مدفوع.
- أسطورة إثراء المحتوى العربي : هذا يقال دائماً عند ظهور أي خدمة محتوى عربي بأنها ستساهم في زيادة المحتوى العربي على الانترنت وأنا لا أفهم كيف سيتم ذلك من خلال خدمة لا تستطيع قراءة محتوياتها إلا باشتراك مدفوع .. وهو ليس اشتراكاً شعبياً قياساً للمقدرة الشرائية العامة في الوطن العربي .. كان من المفترض على الأقل أن يتم إتاحة جزء من المحتوى القديم باشتراك بسيط أو اتاحت مقالات أو مستوى معين بسعر مرتفع أكثر .. لو حدث هذا لكان من الممكن القول أن هناك خدمة تقدم للمحتوى العربي على الشبكة .. غير ذلك العملية تجارية وخالية من العواطف.
- المبتسمين عاقدي الأيدي : ستجد العديد منهم من خلال الصور والمقالات .. ولن يغفر لك دفعك للمال بأن لا تراهم هناك.
أخيراً أقول .. أعتقد أن هناك الكثير من المدونين وكتّاب المحتوى .. وأنا لست منهم حتى لا يساء فهمي 🙂 .. الذين يملكون موهبة وأسلوباً ممتازاً في الكتابة وعرض المعلومات ولو وجد هؤلاء من يستغل مواهبهم تلك ليُخرج خدمة عربية غير معتمدة على المحتوى الأجنبي وعلى الأسماء البراقة بشكل مباشر لكان قد ساهم بصنع كيان ثقافي يقدم ربحية لا يستهان بها مع خدمة ثقافية عظيمة للقراء العرب.
رحم الله مجلة العربي والقائمين عليها .. كانت رائحة الحبر التي تخرج منها أكثر كلفة من المقابل الذي كنا ندفعه للحصول عليها.
قرأت “رحم الله مجلة العربي” فظننت أن المجلة توقفت ولم أعلم بذلك، زرت موقعهم والمجلة ما زالت تعمل وأكثر من ذلك لديهم أرشيف الأعداد السابقة متاح للتصفح مجاناً 😄
https://alarabi.nccal.gov.kw/
حاولت المشاركة بالكتابة في مواقع عربية معروفة، وردة الفعل لا تختلف كثيراً حيث قد ينشر لي مقال تجريبي ثم لا يحدث شيء بعد ذلك، لدي استعداد للكتابة في أي منصة جيدة، لكن محاولة الانضمام لأي موقع يذكرني بمحاولة الكتابة في صحف ومجلات من الماضي من ناحية الصعوبة أو حتى استحالة الأمر، لست ممن يلح على الآخرين وأكتفي بتذكير واحد وبعد ذلك انتظر … هذا يذكرني بمن عرض علي وظيفة محرر في موقع منذ عامين ولم يحدث شيء، مع أنني راسلته مرتين.
لم أقصد أنها توقفت بل كنت أعني أيام كنت أستطيع شراءها بشكل ورقي بسعر زهيد جداً .. رحم الله من أمر بذلك وصرف عليه .. أرشيف الأعداد مقتصر على تلك التي صدرت بعد التحرير والأعداد السابقة لذلك كانت كنزاً بحد ذاته .. كان خالي يجلّد أعداد كل سنة مجتمعة بجلد قوي وسميك .. أتمنى لو استطيع جمعها وتجليدها بنفس النمط.
محاولاتك جعلتني أشعر بغصة .. نحن لا ينقصنا القدرات لصنع محتوى عربي جيد وأكثر .. ينقصنا فقط من يحول هذا لواقع ملموس وهذا ليس عسير لكن يستلزم إرادة وحب حقيقي لفعل ذلك.
هل هو فخ النخبوية؟ لا أستطيع الحكم على جودة الكتابة وسأثق في حكمك أنت. من حقك أن تلغي الاشتراك متى شئت.
أعتقد أنك من نخبة الكتاب في العالم العربي عمومًا، لذلك لا تقلق بشأن ذلك.
أعتقد أنه فخ توفير محتوى من لغة مختلفة من دون ملائمته مع من سيقرأه .. هم يوفرون مقالين أو ثلاثة مجاناً كل شهر في حال إنشاءك حساباً في الخدمة إذا أحببت أن تلقي نظرة .. وأشكر كلامك الطيب 🙂 والأكيد أن هناك من هو أفضل مني بهذا الصدد بكثير.
نعم بعض المواقع تقدم مقالات مترجمة باستخدام “غوغل للترجمة” بدون أي مراجعة. المحتوى العلمي الجيد كانت تنشره “مجلة العلوم” الكويتية و هي ترجمة لقالات مختارة من مجلة “العوم الأمركية”. أما مجلة العربي و العربي العلمي فهي غنية عن التعريف فقد كان مستواها عاليا جدا و سعرها في متناول الجميع. لقد كانت مشروعا قوميا. رحم الله من أمر بإنشائها و من أشرف عليها خاصة رؤساء التحرير و من صرف عليها الأموال بكرم و سخاء.
نعم .. هناك على ما أذكر مجلة الثقافة العالمية أيضاً .. أتمنى أن تتطور مجرة وتصبح مصدراً معتمداً للقراءة
أتفق معك في كثرة المحتوى اليومي المُرسل، كثير جداً لدرجة تجعلني أصرف النظر عن قراءة المقالات التي تشدني عناوينها. وحتى إن أردت حفظ المقال لقراءته لاحقاً فهذا ليس متاحاً.
كذلك بالنسبة للخكة المجانية أراها غير نافعة، مقالين فقط شهرياً؟!
المنصة تحتاج للمزيد من التطوير وتغيير الاستراتيجية التي يعتمدون عليها.
أرجو أن يحدث هذا .. المشروع بكل الأحوال جديد وتطوير وتصحيح النقاط السلبية الآن أسهل الآن من أي وقت آخر قادم