مرحباً يا صديقي
أيام الحرّ الشديد مضت والحمد لله واستقر الجو على درجة حرارة محتملة هذا إذا تغاضينا عن ما قد يصيبك لو دعاك قرارك العاثر للمشي تحت الشمس في وقت الظهيرة.
خلال مشواري نحو مكان العمل كنت عادة أسير لمسافة عشرين دقيقة لكي أصل الى هناك لكني توقفت عن هذه العادة خلال هذه الفترة بسبب درجة الحرارة الغير محتملة وهذا جعل وزني يزيد قليلاً وبدأت أشعر أن جسمي قد فقد بعضاً من مرونته .. لكني مُكره لا بطل وأنتظر حالياً انتهاء الصيف لأعود لعادة المشي اليومية.
كنت أحب فصل الصيف زمان وأظن أن ذلك كان مرتبطاً بكون عطلة المدرسة تأتي في هذا الفصل ولكني الآن أفضل الشتاء عليه أو للدقة أفضل العيش في مكان بارد لأنك تستطيع التحكم في البرد عن طريق التدفئة وارتداء ملابس كافية بعكس الحر الذي يجبرك على البقاء في الأماكن المكيفة لو أردت الهرب منه وهذا خيار سيء ولا شك.
توفيت جدتي منذ اسبوع تقريباً، عاشت نحو مئة عام وشهدت بعينها العديد من الأحداث التاريخية وزارت العديد من الأماكن التي نقرأ عنها ولا تمكننا الظروف من زيارتها، الواقع أن حزني عليها بدأ مع بداية الأمراض التي أصابتها دفعة واحدة وجعلت جسمها ينهار ببطء حتى وصلت الى النقطة التي حددتها لها مشيئة الله، لن أتكلم كثيراً هنا وأعتقد أن أفضل ما يمكن فعله .. بالنسبة لفعل الكتابة .. أن أكتب عنها بأقرب فرصة في قسم المصطبة.
خلال الأيام الماضية تزايدت في نفسي رغبة في جعل التصوير هواية يومية أو لنقل شبه يومية لي، وخاصة بعد قراءتي لهذه التدوينة بقلم الأستاذ عبد الله المهيري، أنا أملك كاميرا في هاتفي بالطبع وسأبدأ بها ولكني أطمح في شيء قريب للاحتراف الذي يعطي صوراً ذات قيمة فنية، لذلك أبحث بشكل هادئ عن جهاز كاميرا مستقل أستطيع حمله في جيبي والتصوير به متى شئت، قد يقودني بحثي الى طريق مسدود عندها قد أشتري جهاز هاتف آخر بكاميرا قوية تفي بالغرض.
تحويل أمر تُحبه الى هواية ليس بالأمر السهل ويتطلب مثابرة وكمية لا بأس بها من الصبر لكي يتحول أي فعل ترغب بالقيام به الى تصرف يومي تلقائي، أظن أن هواية التصوير ستفيدني في تطوير معرفتي ببرنامج فوتوشوب وأعتقد أن هذا يتعلق بمدى جودة الكاميرا التي سأستعملها ومدى خبرتي في التصوير.
سمعت البارحة خبر محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي .. في البداية ولو أن كلامي هذا بديهي إلا أني كمسلم لا أقبل أن يتعرض أيّ شخص لديني بأي صورة وسيكون الغضب هو سيد الموقف إزاء أي فعل مشابه ولكني أشعر بالحزن من أن يكون العنف والدم هو ردة الفعل الافتراضية على الأفعال الكتابية وخاصة أن كتابه ” آيات شيطانية ” لم يُعطه أي شخص له وزنه أي قيمة أدبية أو فنية.
كان من الأجدى أن يرد على الكلام بالكلام والفعل بفعل مساوي له في المقدار وخاصة عندما يتعلق الأمر بدين الإسلام القائم على أركان ومبادئ ومفاهيم قوية بلا أي خلل، نحن لا تنقصنا الحجة والمنطق وأعتقد أن التصرف المناسب هو أن يُرد على تلك التفاهات التي كتبها هو أو غيره بكتب يقرأها المسلمون وغيرهم وسيكون هذا مفيداً لديننا أكثر من سفك الدماء.
المشكلة في ردود الأفعال العنيفة أنها تعطي الحجة للطرف الآخر باختلاف هويته ودوافعه بأن يمارس ردود أفعال متصاعدة تشوّه الإسلام في أنظار البعض أو تعيد تأكيد الصورة المغالطة التي رسمت وتم تكرسها في العديد من المواقع الاعلامية ولن تستطيع تلك الأطراف التي تؤمن بالعنف في مجابهة هذا النوع من التحديات أن تقوم بعمل أي شيء يوازي ردّات الفعل تلك، وأسوء نتيجة تأتي من خلال هذا العنف هو العنف المضاد الذي يُمارسه الكثير من العنصريون على أشخاص أو فئات مسلمة لا حول لها وقوة في الكثير من مناطق العالم.
بكل الأحوال هذا حديث يطول ولكن مرة أخرى .. الكلمة تُجابه بالكلمة والفعل يُجابه بفعل يساويه في النوع والشدّة.
تعازيّ الحارة لوفاة جدتك، وبإنتظار مرثيتها على المصطبة. أما عن رشدي فإنه لا يستحق الاهتمام الذي يمنحه له بعض المتعصبين. أما الكاميرا فأعتقد أنك ستشتري هاتفًا جديدًا قبل العثور على كاميرا بالمواصفات التي ترجوها.
أشكرك على كلماتك الجميلة … فعلاً هو أخذ اهتماماً زائداً استفاد منه في البداية ولكن الآن ……
بالنسبة للكاميرا أعتقد هذا أيضاً 🙂 المشكلة أن ما يستحق الشراء منها غال حقاً لذلك أظن أن المزج بين كاميرا الهاتف وبين لايت روم وفوتوشوب سيعطي نتائج جيدة والله أعلم.