انتهى اشتراكي السنوي بمكافح الفيروسات كاسبرسكي منذ يومين، كانت ثاني سنة أعتمد فيها على خدماته وكنت عازماً على التجديد لسنة أخرى إلا أنني أردت قبل ذلك التأكد من كونه مازال في مقدمة البرامج التي تختص بهذا الشأن، ولكن الذي أثار دهشتي أن المواقع التي تقدم المراجعات في هذا المجال لم تعد تذكره إلا بشكل خجول وبآخر القائمة هذا لو تم ذكره أساساً، تصورت أن السبب له علاقة بالحرب الدائرة في أوكرانيا وأن تهميشه هو من باب المكايدة الغربية لكاسبرسكي كونه منتجاً روسياً.
بعد مزيد من الأسئلة عرفت أن هناك العديد من الشكوك في الآونة الأخيرة حول كفاءته وسلوكه، ولما كنت من كارهي المشي البطّال 🙂 فقد بدأت أقارن بين نتائج المراجعات وبعدها وقع اختياري على Norton
في الواقع لم يكن Norton مكافحاً جديداً عليّ وبالعكس تماماً هو من المكافحات القديمة التي كنت أستعملها على حاسبي الأول، هكذا قمت بالاشتراك به وبدأت بتنصيبه وبعد دقائق وبعد أن أظهر لي بأنه يقوم ببعض الفحوصات وعلى طريقة الصنايعي الذي يضيّق عينيه في ذكاء ويشير الى مكان الخلل أمسك مستر Norton بكيجن وأخذ يلوح به في فخر، بدوري شعرت بالارتياح وبأنني وصلت أخيراً لرقم صفر الذي لا يعرفه أحد قبل أن أكتشف أن ما أمسك به هو في الحقيقة الملف المسؤول عن كسر حماية برنامج Adobe Reader DC !!
شعرت بالدهشة لأنني قمت بشراء نسخة قديمة من هذا البرنامج قبل عصر تحوله الى خدمة شهرية لأني لم أرد أن أدفع أتاوت شهرية لأستعمل برامجهم ولكني اكتشفت في هذه اللحظة أنني خدعت وأن المفتاح الذي أُرسل لي كان الهدف منه أن أشعر بأن كل شيء على ما يرام لا أكثر، كنت أحسب أنني لا أستخدم أي برنامج مقرصن ولكن النصب قد وصل لكل زاوية على ما يبدو.
ما علينا، المهم أن المكافح قد أثبت كفاءته واكتشف ما لم يكتشفه كاسبرسكي، كان هذا عندما اكتشفت أن خدمة Pcloud وهي مساحة تخزين سحابية قد توقفت عن العمل، هنا بدأ الدم يغلي في عروقي، وسمعت صوت مستر Norton يهمس لي وهو يجلس باسترخاء رافعاً رجلاً فوق رِجل قائلاً :
- هذه الخدمة سيئة وهم واسعوا الذمة ولا بد أنهم يجلسون في الصالة منتظرين في لهفة الملف التالي الذي ستخزنه على سحابتهم لكي يشاركوه مع كل سكان الكوكب.
فأجيبه في غضب :
- وهل سألتني رأيي قبل أن تمنع الخدمة من العمل !!
فيطقطق بلسانه وهو يلتفت للحاج ويندوز الذي يتابع ما يجري وهو يأخذ أنفاساً متتابعة من النارجيلة مغمضاً عينيه في استمتاع ثم يكح قائلاً له :
- وماذا توقعت أن يقول غير ذلك !!؟ .. إنهم لا يكفون عن اتهامي في أي صغيرة أو كبيرة تحصل على أجهزتهم فخذ نصيبك من ذلك، الأخ مشترك في خدمة لم يسمع عنها أحد ويأتي بعدها ليلومك لو قررت أمراً قام بتنصيبك من أجله !!.
- وما الحل !!؟
هز كتفيه لي بلا مبالاة وعاد لنارجيلته ودخانه.
كتمت غيظي وشرعت في محو Norton وحاولت الدخول الى الخدمة ولكن الأمور بقية على حالها .. الخدمة لا تعمل .. حاولت الدخول الى موقعهم واكتشفت أنه هو الآخر لا يعمل، هنا بدأت أفهم ما يجري، بحثت في الشبكة عن مشاكل ما تتعرض لها الخدمة وكانت النتيجة أنها كانت تعاني فعلاً من مشكلة ما وأنها متوقفة عند الجميع وليس عندي فقط، واكتشفت أنني فكرت في سبب المشكلة بشكل نمطي بأن ربطت بين تنصيب المكافح الجديد وبين توقف خدمة التخزين السحابي، طبعاً مع مسحة من سوء الظن بالعديد من التطبيقات التي تتعامل مع حاسوبك وملفاتك بوصاية مطلقة.
ذكرني هذا بحادثة مماثلة جرت في العمل منذ أسابيع، فجأة بدأ برنامج Adobe Acrobat يصدر رسالة خطأ متكررة في حاسب مديري، وطلب رأيي استناداً على خلفيتي التقنية، حذفت البرنامج وأعدت تنصيبه وجربنا بعدها أموراً عديدة وبعد أن يأسنا قلت له بأن يتصل بالأي تي لعله مر بمشكلة مشابهة، جاء صديقنا الأي تي واستمع لشرحنا للمشكلة وسألنا بعدها بهدوء :
- هل جربتم ملفاً آخر ؟
تبادلنا أنا ومديري نظرات سريعة ثم بدأنا بالضحك، وفعلاً كانت المشكلة في الملف وليس في البرنامج وكنا نحن نجرب تشغيل نفس الملف طوال الوقت.
أحب هذا النوع من الأخطاء لطرافتها أولاً ولأنها تجعلنا لا ننسى بأننا واقعون في سوء التقدير مهما اكتسبنا من خبرات وأن الوقوع في الخطأ وارد بدرجات مختلفة
تركت مستر Norton والحاج ويندوز لاسترخائهم ونارجيلتهم وأتيت لأكتب هذه التدوينة
مرحباً بك دائماً يا صديقي 🙂
لا توجد تعليقات