مقدمة
قرأت منذ فترة تدوينة للمدون أحمد الشمراني بعنوان ” لا أحد يكبر على شيء يريده ” وأعجبتني وأنا أحب التعليق على التدوينات التي تعجبني لكن المؤسف أن إمكانية التعليق غير متاحة، هذا أمر يفعله العديد من المدونين لأسباب مختلفة أكثرها تتعلق بالابتعاد عن المناقشات السلبية ووجع الرأس، ولهذا جانبه السلبي أيضاً لأن هناك تعليقات ستكون مفيدة للمدون ولمن يقرأ التدوينة، أحياناً يكون التعليق تدوينة بحد ذاتها ولا أتكلم هنا عن الحجم بل الجودة.
بكل الأحوال المدونة هي ملكية خاصة ولا أحد يلوم صاحب الملكية على ما يفعله بملكيته طالما لم يخرج الموضوع عن حدود الحرية وعدم التعدي على الآخرين.
ولأني أحب أن يصل إعجابي بكتابة ما الى صاحبها تواصلت معه عن طريق رسائل تويتر الخاصة وشكرته على التدوينة وأخبرته برغبتي في التعليق عليها فقال لي :
بالمناسبة اذا كنت تريد الاجابة على سؤالي في التدوينة. تستطيع كتابة تدوينة على اشياء لم تكبر على فعلها في هذا العمر 😁 راح تكون اجابتك مثيرة للإهتمام 👌🏼
وأنا أحب العروض المغرية خاصة إن كانت تتعلق بكتابة تدوينة 🙂 … هذه قصة حياة التدوينة التي سأبدأ بصُلبها الآن.
المختبأ الذي يخرج كلما أمكن
هناك أمور كثيرة لم أشعر أنني كبرت عليها، أصارحك القول أنني لم أقتنع بعد أنني كبرت حتى ولديّ اتصال غير منقطع بأشياء كثيرة يعدّها الكثيرون وقائع طفولة منقضية.
مازلت أحب قراءة مجلات الأطفال وأشعر بالسعادة عندما يحالفني الحظ بتصفح إحداها .. ليس ورقياً للأسف .. وأتأمل تلك الرسوم التي تزين جوانب الصفحات وأجزاء كبيرة منها، تلك الرسوم والكتابات المريحة الخالية من شوائب ما نعدّه يخصُ الكبار، وأنا أستغرب دائماً ممن يحبون مشاهدة الأفلام والمسلسلات الدرامية الحزينة المليئة بالصراخ والغضب .. ألا يكفي كل هذا الحزن الموجود حولنا !!!
مازلت أحب الدخول الى متاجر الألعاب والتنقل بين الرفوف وتفحص محتوياتها، ولدي ولعٌ بالسيارات الصغيرة المحاكية للكبيرة منها مثل تلك الظاهرة في الصورة أول التدوينة والتي أُعطيت لي كهدية منذ أشهر.
كنت أملك في طفولتي قطاراً بسكة حديد يعمل على البطارية، كان جميل حقاً وجيد الصنع حتى أصابه العطب من كثرة الاستعمال واختفى .. أين تذهب اللعب التي تتعطل ويكفّ الأطفال عن اللعب بها !؟؟
مازلت أحب الذهاب الى مدن الملاهي وتجربة الركوب في مضمار السيارات الكهربائية، كانت تلك السيارات مميزة حقاً في أيام الطفولة وكان الركوب بها هو مجد لا يضاهيه أي مجد آخر، منذ سنوات وفي إحدى المدن التركية كنت أتمشى أنا وأحد أصدقائي الذي أخبرني أنه سيأخذني الى مكان سنخوض فيه تجربة مميزة جداً، لم أدري ما كان يقصده حتى دخلنا لمدينة ملاهي واتجهنا نحو مضمار السيارات، واستقل كل منا سيارة وأخذنا نقودها ونصطدم ببعض مع ضحكات متعالية، وكأننا لم نكن نحن من يلعب، الواقع أننا نحن ولكن من زمن آخر.
مازلت أحب الجلوس مع ابنتاي والتفرج على أفلام الأطفال القديمة التي يوجد بعضها على نتفلكس .. هذه من حسنات تلك الشبكة القليلة … تلك الأفلام التي تعصف بمشاعرك بقوة لدرجة تبدو خلالها ملامح ذلك الطفل الذي كان يجلس أيام الشتاء في غرفة باردة ليس لشيء سوى أن بها تلفاز يستطيع من خلالها مشاهدة أفلام وبرامج الأطفال الأجنبية التي كانت تعرضها القناة الثانية، بدأت منذ فترة إعادة مشاهدة مسلسل “حكايات عالمية” وتوقفت قليلاً ومازلت أنوي إكماله، كانت إحدى قصص ذلك المسلسل الساحر أولى بداياتي المبكرة في تجربة عالم الخوف والرعب.
في أوقات غير متوقعة أو محسوبة يخرج ذلك المختبأ داخلنا والذي يُصرّ الكثيرون على أنه ذهب بلا رجعة، يخرج لينفض عنه تلك الطبقات المتراكمة من الغبار الذي يسمى خبرات الكبار … يخرج ليمارس لهوه بقلب ممتلأ بتك المشاعر الصافية التي لم تكن قد تلوثت بعد، هناك من يمنع خروجه بقوة بدافع خوفه من صورته التي كرسها كشخص كبير بالغ مسؤول، وهناك من لا يبالي بكل هذا الهراء فيعطيه كامل حريته لا لشيء سوى لأن الحياة قصيرة حقاً.
هل جربت اللعب بالألوان، كنت في درس خصوصي، ولاحظت أن الأطفال يستمتعون بتلوين الأشكال والرسوم التي أعدت خصيصا لذلك، وعندما عدّت إلى البيت، أسرعت إلى علبة الألوان، وبدأت ألون بعض الرسومات، شعرت براحة غريبة، وكأن التلوين واللعب كالأطفال يمنحك سعادة لاتوصف، ويزيح عنك تعب اليوم، هل جربت ذلك مثلي
هذه من الأشياء التي لم أمارسها منذ الطفولة بعد أن أصبح الرسم والتلوين يتم على شاشة الحاسب .. لكن وصفك مغر حقاً 🙂