منذ عدة أيام جرى بيني وبين اﻷستاذ عبد الله المهيري الحديث التالي :
وخلال اﻷيام التالية كان هذا السؤال يراودني بين الحين واﻵخر، لم أكن أفكر بتلك القوى الخارقة كالطيران وضرب شعاع الليزر من العينين والسفر عبر اﻷبعاد كما يفعل ما يقال عنهم أنهم أبطال خارقين كسوبرمان ومس مارفل.
هم خارقون كونهم يمتلكون .. بزعم من كتبهم .. قوى خارجة عن حدود المنطق وقوانين الفيزياء.
خارقين نعم ولكنهم ليسوا أبطالاً .. وأنا لا أعرف أين البطولة في أن تهاجم وحشاً أو تضرب نيزكاً بيدك وأنت تعرف تماماً أنك تستطيع فعل ذلك ببساطة وأن مكروهاً لن يحصل لك !!؟
لذلك فكرت بإجابة تكون بحدود قدراتي البشرية، وكان هذا صعباً ﻷنها .. كما تعلم .. محدودة.
لكني كلما فكرت كانت تخطر لي إجابة تلقائية يبدو أنها رغبة دفينة في خلية رمادية ما منذ وقت طويل .. وهي أن أستطيع التكلم والتفاعل مع الشخصيات التي كتبتها في قصصي أو في تلك التي قرأتها على مدى حياتي .. أمر أشبه بالحبكة الأساسية لسلسلة فانتازيا حيث تدخل بطلتها عن طريق جهاز اﻷحلام بمغامرات مع الشخصيات الخيالية والحقيقية التي قرأت عنها .. وهي عثة كتب .. من خلال رف الكتب الموضوع بجانب فراشها والذي هو مكان متعة حياتها الوحيدة.
أنصحك بقراءة ما استطعت من اصدارات هذه السلسلة وأعدك أنها ستحدث فرقاً كبيراً في ثقافتك وطريقة تفكيرك.
إجابة أخرى خطرت لي وهي أن أكون محبوباً من أي شخص أتعامل معه، هذا كما تعلم له فوائد كبيرة نفسية واجتماعية ومادية أيضاً، لكني لا أشعر أن مثل هذا اﻷمر سيكون عادلاً، من حق البشر أن يكرهونني وأن يأخذوا مواقف ضدي عندما أُخطأ في أمر ما أو عندما أواجههم بأخطائهم، وقد يتجاوز اﻷمر مرحلة الكراهية النظرية لمرحلة إيذائي ولكن تبقى حقيقة أن هناك يوم حساب سواء ردعتهم هذه الحقيقة أو لم تردعهم.
لكني .. بكل اﻷحوال .. لا أعتقد أن هذه القدرة ستكون عادلة وستكون أشبه بالسحر الذي يجعل الناس مخدوعين مسلوبي اﻹرادة، وفي العموم هناك بعض اﻷشخاص الذي كسبوا بالفعل حب كمّ كبير من البشر ولكن بالكذب واللعب على مشاعرهم وأحلامهم.
اﻹجابة التالية كانت أكثر جموحاً .. ماذا لو أهداني أحد الفضائيين عربة برمائية تعمل بوقود لا ينفذ ومعها نظارة تجعل رجال اﻷمن في الحدود والشوارع يتجاهلونني تماماً وكأنني لست موجوداً، هكذا سأمتلك القدرة على الذهاب الى أي مكان في الدنيا وسأرى أناس وشوارع وأماكن وعادات وحكايات لا حصر لها .. أعتقد أنني سأحتاج وقتها الى مقدرة اﻷستاذ عبد الله 🙂
إجابات عديدة قد تخطر لك لو فكرت في هذا السؤال : ماذا لو كانت لديك قوة خارقة ؟ ما الذي ستختاره ؟
وأنا أعتقد .. بعيداً عن كل اﻷمور الخارقة الافتراضية .. أننا جميعاً نمتلك قوة خارقة لا يستعملها أغلب الناس .. نمتلك المقدرة على اﻹبداع .. هذه القدرة الخارقة التي لن تظهر إلا عندما تقرر أن تدع اﻷمور والمحتوى الاستهلاكي الذي يمﻷ هاتفك وتلفازك وحياتك وتقرر إشغال وقتك بهواية كأن تكتب أو ترسم أو أن تتعلم لتصنع شيئاً بيدك وتقف بعدها لتتأمله في سعادة ورضا.
اهلا استاذ عامر
اعتذر عن السؤال العشوائي لكن، هل كنت صاحب مدونة رحلة ضوء !؟
أهلا وسهلأً بك أستاذ عبد الرحمن .. لا لست صاحبها وإنما هو المهندس مهدي الحوساني ذكره الله بالخير .. هو في اليابان اﻵن وفق ما أعلم .. مدونة رحلة ضوء من العلامات البيضاء في المحتوى التقني العربي وقد استفدت منها الكثير ومازلت أشعر باﻷسف على توقفها ولكن هذا يحدث مع أغلب المبادرات الشخصية الشبيهة التي لا تتلقى للأسف أي تمويل وتعتمد على المجهود الشخصي.