تأخرت هذه المرة في كتابة التدوينة اﻷسبوعية .. في الحقيقة لم أكن أخطط لتكون أسبوعية بالتحديد ولكني تعودت أن أجلس في يوم العطلة وأكتب موضوعاً واحداً لذلك أصبحت أسبوعية وأنا أرغب حقيقة في الكتابة بأوقات أكثر من كونها أوقات أسبوعية ﻷن مجلة شيء من حتى .. التي تقرأ هذه التدوينة من خلالها .. مكونة من أقسام متعددة ومعنى أن أكتب أسبوعياً هو أن تبقى بقية الأقسام مهملة لفترة طويلة.
الكتابة لمرة واحدة في اﻷسبوع وقت قليل حقاً وأنا أريد أن أزيده واﻷسباب التي تمنعني من فعل ذلك أكثر من الظروف التي قد تساعدني على فعل ذلك لذلك أعتقد أني سأتجاهل كل هذا وسأبدأ مباشرة في محاولة كسر حاجز الكتابة مرة في اﻷسبوع.
البداية الطبيعية .. من وجهة نظري .. هي الجلوس لمدة ساعة واحدة في اليوم ومحاولة كتابة أي شيء .. وأنا لا أرى أن ساعة في اليوم وقت قليل ﻷنها .. على اﻷقل .. أكثر بمراحل من الكتابة لمرة في الأسبوع، هذا مشجع فعلاً ويكفي لكي يشعرني بالحماس.
لا أعتقد أن تجربتي هذه .. لو نجحت .. ستعني أني سأنشر تدوينة كل يوم .. قد أكتب قصصاً في هذه الساعة والقصص تحتاج لمرات ووقت أكثر لكني لو كتبت بشكل يومي سأضمن أن يتضاعف معدل نشري هنا في شيء من حتى على اﻷقل لمرتين في اﻷسبوع وهذا أكثر من كاف في البداية على اﻷقل.
هل سأنجح ؟
لا أدري حقاً .. لنحاول ونرى.
مرض موسمي
الشتاء يأتي مع غيومه وعَتامته وبرودته وأيضاً مع نزلات البرد التي تُلقيك في الفراش محمر الوجه واﻷنف منهكاً وكأنك قضيت النهار محاولاً الهرب من وحش ما يطاردك باستمرار ..
تحاول النوم بلا جدوى وعندما يأتي أخيراً لا يأتي بمفرده بل يصطحب معه بعض الكوابيس العالية الجودة التي تجعلك تستيقظ من نومك تائهاً غارقاً في العرق.
قضيت ثلاثة أيام على هذا النحو قبل أن تتحسن اﻷمور والحمد لله .. العزل الذي أُجبرنا عليه في أيام الكورونا لم يخلو حقاً من فائدة ﻷنه على اﻷقل أبعد عنا نزلات البرد المزعجة .. أتحدث هنا طبعاً عن الذين لم يقترب منهم المرض.
وأنا لا أستطيع الجزم بأنني أصبت به من عدمه ﻷني قضيت أغلب السنة الحالية بدون حاسة شم وتذوق لكني .. على اﻷقل .. لم أتعرض لتلك اﻷعراض القاسية التي عانى منها كثيرون ومنهم لم يخرجوا منها قط .. عافانا الله وإياكم من كل سوء
جولة في معرض الكتاب
من أكثر السلبيات التي ستعاني منها .. لو كنت قارئاً .. هو استقرارك في مكان لا يوجد فيه مكتبات تبيع كتباً بلغتك اﻷم.
في السنوات اﻷولى من حياتي بتركيا كان العثور على كتاب باللغة العربية أمراً بالغ الصعوبة خصوصاً أني لم أكن متواجداً في مدينة من تلك المدن الكبرى .. كاسطنبول .. لذلك كنت أعتمد على ما هو موجود في تطبيق كتب غوغل وعلى الكتب الموجودة على الانترنت وأغلبها مقرصن للأسف.
ثم بدأت اﻷمور تتحسن نوعاً عندما انتقلت الى غازي عنتاب لوجود مكتبتيّ كتب عربية .. أغلقت أحداهما للأسف منذ أكثر من سنة .. ثم بعدها بدأت المكتبات العربية في اسطنبول بالتوسع وباتاحة الكتب عن طريق الشحن وبدأت أسمع عن معرض اسطنبول للكتاب العربي الذي لم أستطع حضوره حتى اﻵن ﻷسباب مادية بحتة.
الجميل أنهم بدؤوا السنة الماضية بتنظيم معرض للكتاب العربي هنا في عنتاب أيضاً، صحيح أنه لا يقارن بمعرض اسطنبول من حيث المساحة وعدد الكتب ولكن بكل اﻷحوال وبالنسبة لي يكفي أنه أعاد لي ذلك الشعور القديم المنعش الذي كنت أشعر به عندما كنت أذهب الى معرض الكتاب الذي كان يقام في جامعة حلب.
المعرض هذه السنة كان أقل من حيث الاقبال وعدد الكتب من السنة الماضية، لا تنسى أن العملية .. بالنتيجة .. تجارية بحتة وهم لن يجدوا بالتأكيد نفس الاقبال هنا .. الناس للأسف تفقد عادة القراءة باستمرار لتغوص أكثر في أجهزتها الذكية وهناك من يشتري الكتب فقط لكي يقوم بتصوير بعض النصوص ورفعها على حساباته الاجتماعية لكي يظهر أمام الناس أنه مثقف وعميق .. شوال بصل يتظاهر بالحكمة.
التقطت صوراً قليلة حقاً ﻷني كنت أركز أكثر على قراءة العناوين وتأمل الكتب، وكما لك أن تتوقع خرجت من الزيارة اﻷولى للمعرض بكتابين بعد أن قاومت ذلك الاغراء الذي يجعلك تفرغ جيوبك على الكتب وهو إغراء مُغري حقاً 🙂
الزيارة الثانية كانت في يوم المعرض اﻷخير وكان يوم عطلة لذلك كان هناك ازدحام تسببت به عربات اﻷطفال التي انتشرت هنا وهناك والناس الذين تشي حركاتهم العشوائية بأنهم أتوا للفرجة لا أكثر.
أثناء تأملي للكتب عثرت هذه المرة على كتاب كنت أبحث عنه منذ خمسة عشر عاماً .. تصور !! ..
الكتاب عنوانه ” علمتني الحياة : بأقلام من الشرق والغرب ” وهي عن دروس من حياة كتبها بقلم كتّاب غربيين أشرف الكاتب أحمد أمين على عملية تعريبها وإضافة دروس بأقلام كتّاب عرب.
قرأت عنه في مقال ما على الانترنت وبدأت البحث عنه منذ عام 2005 في مكتبات حلب وعلى الانترنت بلا جدوى، كان طلبُ الكتب من خارج سوريا مُكلفاً ولم أعثر على أحد يستطيع تأمينه لي مع حقيقة أنني لم أكن أملك .. كغالب السوريين .. حساباً في المصرف أستطيع من خلاله شراء الكتب عن طريق متاجر الانترنت.
وهو نفسه الكتاب الذي أخذت منه .. قبل أن أقرأه حتى .. فكرة مبادرة علمتنا الحياة التي أنتجت كتاباً آخر يشابه الكتاب اﻷم قام بكتابة محتواه مجموعة من المدونين وغيرهم ممن قاموا مشكورين بالمشاركة، أنصحك بقراءته ولا بد أنك ستجد ضمنه نصيحة قد تفيدك في يوم ما.
لذلك كانت فرحتي في العثور عليه كبيرة لدرجة شراءه من دون تفكير ولا حتى مناقشة البائع في سعره كما تُحتم العادات والتقاليد الشرائية :).
انتهى المعرض بسرعة وكنت آمل لو كان هناك معرض دائم للكتب هنا أو على اﻷقل مكتبة كبيرة أستطيع زيارتها كلما استطعت … اﻵمال هي طريقة بشرية خالصة لتخيل عالم أفضل ..
قضيت في العموم أوقاتاً في أحضان الكتب وهذا يكفي على أقل تقدير.
الفن الصامت
في المترو الذي أستعمله للتنقل اليومي الى العمل هناك شاشات صغيرة موضوعة في أماكن متفرقة يشغّلونها أحياناً لتعرض مقاطع من أفلام وطنية محلية.
شاشات صغيرة صافية تعمل برتابة وبهدوء .. خطر لي عندما تأملتها أكثر هذا السؤال :
لماذا لا يصنعون مقاطع فيديو مصممة على أنها خالية من أي صوت ؟
عادة يكون المحتوى المرئي مصحوباً بأصوات وإيقاعات وموسيقى تساعد على فهم ما يجري من أحداث لكن ماذا لو جرّب أحد ما صنع محتوى مرئي لا يعتمد مطلقاً على أي صوت بل فقط على الحركات واﻷشياء.
أنا لا أقصد الكلام فقط بل أي تأثير صوتي آخر موسيقي كان أو غيره .. هذا تحديّ ولا شك ﻷن الصوت يسهّل اﻷمر بشكل كبير ولكن من طرف آخر أعتقد أنه سيكون هناك سوق كبير لمثل هذا المحتوى كالاعلانات في محطات القطار والمترو وأي وسيلة تنقل .. اعلانات صامتة جاذبة للانتباه ﻷن عدم وجود صوت سيدفع المشاهد للتركيز أكثر لكي يفهم فحوى ما يعرض أمامه وأنا لا أقصد هنا الاعلانات التجارية فقط .. هكذا سينشغل الناس قليلاً عن التقليب في المحتويات التي لا تنتهي في هواتفهم.
هناك العديد من اﻷفلام التي تصلح أن تكون صامتة .. لا تنس أنها بدأت هكذا .. هناك الكثير من الأحداث التي تستطيع استنتاجها من حركات وتعابير الممثلين .. لا تنس أيضاً أنك تستطيع فهم ثمانون بالمائة من أي فيلم أجنبي حتى لو كنت لا تجيد حرفاً من لغته .. ستكون التجربة مثيرة حقاً وسيخرج كل مشاهد في النهاية بقصته الخاصة التي نسجها خياله هو.
عدم وجود صوت سيدفع المشاهد للتركيز أكثر على المشاهد التي تمر من أمامه وبدلاً من تقديم كل شيء بشكل جاهز سيترك المجال لعقله لكي يخرج قصته الخاصة .. لكي يخرج أحلامه وطريقة تفكيره ويجسّدها من خلال ما يراه فقط
أفلام الرعب تصلح باعتقادي أكثر لتُصنع صامتة ﻷن الصمت مرعب بحد ذاته ومثير للخيال.
هذه بعض اﻷفكار التي مرت بذهني في أحد الصباحات التي كنت ذاهباً من خلالها للعمل .. قد تكون جيدة أو بالغة الحماقة ولكني أرغب حقاً في مشاهدة محتوى صامت مثير للخيال .. خيالي تحديداً.
حياة خالية من اﻷعداء
كنت في نقاش مع أحد زملاء العمل حول مشكلة معينة وذكر لي .. في معرض حديثه .. أن لديه مبدئاً ثابتاً في الحياة هو أن لا يكسب أي عداوة من قبل أيّ شخص في محيطه الاجتماعي خصوصاً في العمل وأن تصرفاته تتوافق دائماً مع هذا المبدأ.
لم أعلّق كثيراً على ما قاله فليس من السهل أبداً اقناع الناس بعكس ما يؤمنون به ويعيشون على أساسه.
ولكن هل من الممكن أن يعيش الإنسان حياة خالية من اﻷعداء !؟
الواقع أن هذا الأمر صعب وأستطيع القول بأنه أقرب للمستحيل، نحن نعيش في مجتمع يتألف من عدد من البشر يختلف وفق ظروفنا وأحوالنا وكل واحد منهم يمتلك أفكار وتصورات مختلفة أيّ أننا لسنا على نسق واحد ومن الطبيعي أن يحدث شيء ما يعكر التناغم بيننا وبين أحد أشخاص ذلك المحيط.
بالطبع نستطيع .. ببعض اللياقة والكلام المدروس .. أن نتجنب الكثير من المشاكل .. ولكن تبقى هناك العديد من اﻷمور التي قد تؤدي لبداية عداوة ما بينك وبين شخص ما قد لا تتصور أحياناً أن يكون مرشحاً ليكون أحد أعداءك.
لو كان الناس يعيشون على أن يأخذ كل منهم حصته الطبيعية من الحياة ويدركون أن ما يعتقدونه هو ليس بالضرورة نفس ما يعتقده البقية وأن ليس عليهم التصرف كأن الحكمة والفهم قد خُلقت لهم وحدهم .. لو كان ذلك ممكناً عندها كان من الممكن أن نعيش في محيط مسالم بطبعه وبعيد عن خلق أي عداوة ولكننا لسنا كذلك للأسف لذلك فاكتساب العداوات يحدث باستمرار وأكثر الناس .. خصوصاً في محيط العمل .. يعتقدون أنهم يستحقون مكتسبات أكثر مما هو متاح لهم بمراحل وهناك من يسعى ﻹيذاء من حوله ﻷنه لا يستطيع ببساطة أن ينال ما يعتقد أنه يستحقه.
وأنت أمام خيارين .. إما أن تتنازل وتترك الناس تفعل ما تريد وتجلس لتراقب نفسك وأنت تتراجع وتتناقص مكتسباتك ﻷن هناك من يعتقد أنه يستحقها هو لا أنت الى أن تجد نفسك خاوياً من أي شيء .. أو تأخذ موقفاً يفهم منه الطرف اﻵخر أنك لن تسكت على أي تجاوز قام أو سيقوم به .. هنا أستطيع أن أبارك لك بشدة ذلك العدو الجديد الذي كسبته للتو فقط ﻷنك تتصرف مثل أي قط يحترم نفسه ولا يسمح ﻷي قط دخيل بأن يأخذ منه منطقته.
وليست جميع العداوات تنتمي لذلك النوع الواضح المباشر بل إن أكثر العداوات إيذاءاً هي التي يضمرها لك أشخاص كنت تعتقد أنهم أصدقاء لك حتى تأتي لحظة ما يرون فيها أنه لم تعد هناك فائدة لمزيد من التظاهر فيظهر أعداءك الجدد الغير تقليديين الصادمون بشدة واضحين أمام عينيك في الظروف التي كنت فيها بأشد الحاجة لدعمهم.
اكتساب العداوات هو أمر طبيعي في ظل محيط يؤمن بأن المصلحة الفردية هي العليا ويبرر ﻷي شخص يقوم بأي فعل مهما كان سيئاً بدعوى أنه طموح ويعرف من أين تأكل الكتف.
لذلك أعتقد أن الحياة الخالية من اﻷعداء هو نوع من الخرافة وحتى لو عشت وحيداً في جزيرة فلا أضمن لك أن تعيش حياة بلا أعداء .. لا بد أن تعثر على واحد أو يعثر عليك أحدهم في وقت ما.
رأيت صورك في فليكر وأسعدني منظر الكتب العربية، لو كنت هناك فلن أستطيع مقاومة شراء مجموعة منها.
الأفلام الصامتة كانت البداية في صناعة الأفلام وأرى أن هناك فرصة لصنعها مرة أخرى واليوم صناعة الأفلام لديها خبرة أكبر في صنع لقطات تناسب الأفلام الصامتة.
نعم شراء الكتب نعمة لا تقاوم … أعتقد أن الأفلام الصامتة ستمتلك سوقاً لا بأس به لو تشجعت جهة ما وحاولت
لكل شخص أكيد هناك أعداء.
هذا صحيح وأحياناً لا يعرف بوجودهم حتى