مرحباً بك يا صديقي ….

مر حوالي الشهرين على آخر عدد من أحاديث الشرفات .. والسبب هو المشاغل لا أكثر …

أدون عادة خلال العطلة الاسبوعية ووقت التدوين محدود وأنا مؤخراً .. لربما لاحظت .. قد بدأت بسلسلة ” ما لا تخبرك به كتب الادارة ” .. هكذا لم يبق وقت كاف لكتابات أخرى.

الكتابة كنشاط أساسي بحاجة أن تفرّغ جزءاً من يومك لها وهذا متعذر للأسف .. هناك أولويات أخرى كالعمل والأوقات المخصصة للتنقلات وأوقات الراحة وأوقات العائلة.

ماذا يتبقى بعدها!؟ .. لا شيء في الغالب .. ستصل لآخر ساعة من اليوم وأنت تشعّ تعباً .. الحمد لله على كل حال.

لكن الأمور تسير بشكل مرضي وهذا جيد .. استبدلت قالب المدونة القديم بقالب أجمل والأهم من صنعي .. امتلكت القدرة على تعديله وفق أي مجريات قادمة.

أضفت بعض الأقسام الجديدة .. صحيح أني لم أكتب كمية كافية من المحتوى خلالها ولكن لا بأس هذا بحاجة لبعض الوقت لا أكثر.

أُصبت منذ أسبوعين بوجع ملازم لي في رجلي اليمنى ويبدو أن السبب ضغط ما على العصب الوركي .. لا أدري إن كان السبب انضغاط على فقرة ما أم تقلص عضلي ولكن النتيجة كانت هذا الألم الكبير الذي يصيب أجزاء متفرقة منها بشكل عشوائي ..

الألم يجعلني أعرج أحياناً أو أسير ببطء .. لم أذهب الى الطبيب حتى الآن وفضلت القيام ببعض التمارين الرياضية المنصوح بها في هذه الحالات .. بدأت أشعر بتحسن بطيء.

الطقس تغير وأصبح خريفياً وما يزال مع أن وقت الخريف قد فات .. لم يهطل المطر بعد وهذه مشكلة .. أدعو الله أن يتلطف بنا.

مرحباً بك مرة أخرى.

البحث عن المباهج الصغيرة

يمتلك كل منا أشياء معينة تُشعره بالسعادة .. وتختلف هذه الأشياء باختلاف العمر والثقافة والاستطاعة المادية.

وتتنوع أحجام تلك الأشياء مع تنوعها .. هناك من لا يشعر بالسعادة دون انفاق كميات كبيرة من المال .. شراء عربة جديدة أو استبدال القديمة .. شراء أحدث الأدوات في المنزل أو في مكتبه .. اقتناء آخر صيحة في عالم الأزياء أو التقنية.

هذه أشياء غالية لا تشكل مشكلة لدى البعض لأن ما عليه سوى أن يمد بطاقته البنكية ويدفع ليشعر بقدر من الغبطة الذي سيختفي فيما بعد مع تحول الأشياء الجديدة الى قديمة ليبحث بعدها عن شيء آخر جديد ليمد بطاقته البنكية مرة أخرى وهكذا.

الشركات الكبرى تعرف كيف تحلب جيوب المستهلكين بوسائل وطرق مختلفة .. ولا شيء يحدث بالاجبار .. ظاهرياً على الأقل .. في نهاية اليوم يعود المستهلكون وأصحاب الشركات الى ديارهم سعداء.

بالنسبة لي ومن خلال ما جرى معي خلال السنوات الماضية تعلمت .. أو علمتني الحياة .. أن أبتعد عن التعقيد في البحث عن مصادر البهجة لأن التعقيد يجر تعقيداً آخر وقد تنتهي الأمور بأنك لا تستطيع الحصول على مصادر فرحتك خاصة إن كانت تكلف الكثير وأنت لم تعد تملك تلك البطاقة البنكية التي توفر لك تلك المصادر.

الحياة متغيرة ولا شيء مضمون وما تراه بديهياً هو بديهي في ذهنك فقط .. وأكبر برهان هي حالة عدم الاستقرار والانحراف المفاجىء في إيقاع الحياة التي يعيشها الناس في مناطق واسعة من العالم في هذه الأيام الصعبة.

لذلك كان كأس من الشاي بالقرفة مع الفرجة على شيء ما أحبه كافياً للشعور بالبهجة .. تلك الأشياء الصغيرة المقدور عليها كالسير في الأسواق القديمة والتفرج على الناس .. قراءة كتاب ممتع .. وجبة لذيذة بسيطة .. لقاء مع شخص يسعدك التواجد معه.

أمور صغيرة مبهجة شتى .. بعضها أعرفه وبعضها لا أعرفه وقد لا يكون على مزاجي .. هذا لا يهم .. المهم أن تمتلك بعضاً منها لأن الشعور بالبهجة واحد سواء كان الأمر متعلقاً بقضاء المساء في سهرة مكلفة في مطعم ما أو سهرة متواضعة في المنزل .. لو امتلكت الرضا فالنتيجة واحدة .. ولو كان مفقوداً فلن ينالك سوى التعب من الجري وراء سراب.