الصورة من تأليفي بواسطة Adobe Firefly

مرحباً بك يا صديقي

ذلك الهاجس الذي لا يمل من تذكيري بأنني لم أكتب تدوينة هذا الأسبوع بعد .. أحد تلك الهواجس القليلة الايجابية في خضم الهواجس الأخرى بمختلف أنواعها .. الهاجس الذي لا يضايقني .. بالعكس ها أنا ذا أحظى بمن يذكرني بصعوبة بناء العادات وسهولة فقدانها.

بدأت منذ حوالي أسبوع كتابة رواية قصيرة .. أمور أردت الكتابة عنها قبل أن يغلف النسيان الكثير من تفاصيلها .. التوثيق ممارسة هامة جداً وله أنواع وأشكال كثيرة … هناك من يوثق على شكل يوميات .. هناك من يفعلها على شكل تاريخ اجتماعي .. هناك من يقوم بذلك بشكل قصصي وهذا ما أفعله بالضبط.

هل سأنشرها ؟ … لا أدري بالضبط .. بالنسبة لهذه الرواية بالذات الأمر يعتمد على التوقيت وعلى الفرصة المناسبة .. لكن ما أعتقده أنني لو قمت بذلك فسأقوم به هذه المرة بشكل ورقي .. سأطبعها لتكون كتاباً مادياً.

على ذكر النشر والكتابة .. الجزء الثاني من حكاية صندوق تينيوس نُشر بشكل دراما إذاعية على قناة نوفاليستا تراكس .. تم ذلك من حوالي أسبوعين وأنا سعيد جداً بالأداء الرائع لفريق العمل بداية من التمصير الممتاز للقصة مروراً بأداء الممثلين الرائع الذي جعلني أضحك عند سماعي حوارات عديدة مع أني من كتبها 🙂 .. وانتهاءاً بالاخراج والمؤثرات الصوتية.

أعود وأشكر صاحب القناة الأستاذ محمد رحمة على اتاحته الفرصة لي بنشره الجزئين الأول والثاني ودائماً أشكر الأستاذ أحمد فضالي عرابي في دخول عالم الدراما الاذاعية.

سأكون سعيداً لو توفر لك الوقت واستمعت للجزء الثاني .. وأنا بكل الأحوال سعيد وممتن لأنك تقرأني الآن 🙂

مرحباً بك مرة أخرى.

ما بين الطفولة والكُهولة

في لحظة ما نكتشف أننا أصبحنا نمتلك وعياً ونبدأ عن طريقه بمحاولة إدراك تفاصيل الموجودات وملامح الأشخاص من حولنا .. نحب أطعمة ومسلسلات وأفلام وأغاني معينة .. نحب روائح عطور وروائح طبخ .. وتعلق في أذهاننا ذكريات عديدة مرهفة عن أماكن بتفاصيلها وأوقاتها وروائحها وتلك الكلمات المصاحبة لها.

ثم نكبر قليلاً وتلعب الهرمونات مع شعور أننا نعرف أكثر لعبتها .. نرفض كل شيء ونثور على كل شيء ونحاول اختراع العجلة باستمرار بدعوى أن هناك أحمق ما لم يحسن صنعها وأنهم كانوا بانتظارنا لكي نعلمهم كيفية اختراع العجلات.

نغضب ونصرخ ولا نكف عن النقاش والحلم وعن التمرد وعن المحاولة.

في النهاية نشعر بأن الأحمال داخلنا قد أصبحت ثقيلة فنرمي أكواماً منها الى أن يتبقى لنا القليل ممن يمكن أن نسميه الحكمة .. عندها نعود لنحب أطعمة ومسلسلات وأفلام معينة .. ونحب روائح عطور وروائح طبخ .. ولا نكف عن استرجاع ذكريات عديدة مرهفة بكافة تفاصيلها .. ونحن نضحك ونضحك من مُبكيات سابقة ..

بنفس منهكة وبقلب امتلأ بالرضا بعد أن عرف الكثير نكمل بقية فصول الحكاية.

زمن العربدة

هناك وقائع معينة تجعلنا نتأكد من أننا نعيش في عصر ممارسة الحرية على أنها مفهوم مقابل لمفهوم العربدة .. والعربدة هي تلك الممارسات العلنية التي يفعلها البعض والتي هي بعيدة كل البعد عن أي مبادئ أخلاقية لمجرد أنهم سعيدين بفعلها وأنها تشعرهم بنوع مريض من السيطرة.

العربدة تؤدي بالضرورة لالحاق الأذى النفسي أو المادي بمن حول الكائن المُعربد.

العربدة هي فعل طفولي مجرد من أي أصول تربوية أو مجتمعية .. نوع من رمي الكرة على رجل هرم من قبل بضعة أطفال لأن مشهده وهو يُضرب بالكرة يثير ضحكهم .. ولا يستطيع أحد القول بأن هؤلاء الأطفال ناضجين بشكل يجعل التعامل معهم آمناً.

والعربدة هي أحد المؤشرات القوية على وجود خلل نفسي عند المُعربد .. سواء كان يقوم بحرق القرآن الكريم أو يخرج بمظاهرات تحتفل بأمور معينة فقط لأنها نوع من العربدة على إيقاع الحياة الطبيعي !؟.. لم يبق إلا أن تخرج مظاهرات احتفالية لمجموعة من المتبرزين مثلاً .. وإن كنت أعتقد أن التبرز ظاهرة تدل على الحالة المعوية الجيدة لأصحابها.

إن لم يكن هناك من يقتحم عليهم أماكنهم ليمنعهم من فعل ما يشاؤون أو يجبرهم على اعتناق معتقد معين فلم يطلقون كل هذا الصراخ !؟

تعددت الأسباب والعربدة واحدة.

ملك الهند الذي فقد ابنته

انتهيت منذ أيام من قراءة رواية ملك الهند للكاتب جبور الدويهي .. كانت من تلك النوعية من الروايات التي تترك أثراً في نفسك .. شدتني أحداثها بعد بضعة صفحات لدرجة أنني كنت أقطع أشواط قراءة طويلة بها من دون أن أشعر.

الرواية مكتوبة بطريقة تشعرك بأنك تجلس مع الكاتب ليروي لك الأحداث بصوته المرهق .. الصفحات التي تتضخم وهي تحكي من خلال شخوصها جزءاً من تاريخ طويل للمجتمع الذي يحتضنها.

ذكرتني الرواية برواية ابراهيم أصلان الأخيرة قبل موته صديق قديم جداً .. تشعر بأن الكاتب يكتب بأسلوب من أصبح وقته ضيقاً وهو لديه كلام وذكريات كثيرة يريد الكلام عنها قبل أن ينتهي الوقت.

شعرت بكثير من الشجن أثناء عبور الأحداث أمام ناظري وخاصة تلك الطريقة التي فقد فيها بطل القصة ابنته .. وكانت النهاية غامضة قليلاً ولكنها مفهومة .. لنقل أنني متفهم الأسباب التي أدت بأن ينهي الكاتب روايته على هذا النحو.

حاولت أن أرسل كلمات شكر للكاتب كما فعلت من قبل مع الكاتب حسام فخر لكتابه بالصدفة والمواعيد ولكنني أدركت بعد بحث بسيط أنني تأخرت .. تأخرت نحو سنتين.

فانتازيا من جديد

كان الخبر الجميل بالنسبة لي أن تطبيق أبجد قد ضمّ في مكتبته الضخمة سلسلة فانتازيا كاملة .. كان قد بدأ بما وراء الطبيعة ثم رجل المستحيل وبعدها سافاري ثم كان دور فانتازيا .. وبدأ اليوم بملف المستقبل على فكرة.

منذ وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق وأنا أحاول عدم قراءة كل ما كَتب لكي لا أصل ليوم أكتشف فيه أنني قرأتها جميعها .. لذلك لم أعد أبحث عنها وتركت العثور على ما هو جديد عليّ للصدفة.

لكن تواجد هذه السلسلة بالذات في مكان واحد من دون الحاجة لقرصنتها فتحت شهيتي على قراءة أعدادها مرة أخرى .. بعد مرات عديدة .. هكذا بدأت بالعدد الأول وأنا عند العدد العاشر حالياً.

لهذه السلسلة مكانة متميزة عندي لأنها دفعتني لقراءة روايات هامة كثيرة وأطلعتني أيضاً على معلومات من الصعب أن تعثر عليها في مكان واحد .. خلاصة انطباعات وقراءات كاتبها بأسلوبه المميز في عرضها ضمن أحداث القصة.

لذلك أرشحها دائماً لأي شخص يسألني عن كتب مفيدة وممتعة معاً.

هذا ما أردت إخبارك به اليوم يا صديقي ..

الليل قد اقترب من منتصفه

حلّ وقت الوداع.

سعدت بلقاءك اليوم وأنتظر زياراتك دائماً.

الى لقاء آخر.