مرحباً بك يا صديقي
أخيراً بدأت البرودة بأخذ دور الطرف الطاغي خلال اليوم ولم يبق للحرارة سوى تلك اللحظات التي أسير بها تحت أشعة الشمس متنقلاً من ظل الى ظل.
ومع تحسن الطقس أشعر بتحسن أيضاً في مزاجي .. لا يخلو الأمر من الحزن .. الكثير منه في الواقع .. ولكني لست بصدد الحديث عن ذلك لأنني أرى أنه من الأفضل أن يحتفظ المرء بحزنه لنفسه ما استطاع.
أشياء كثيرة وأمور كثيرة حدثت في هذه السنة التي تقترب من نهايتها .. أحداث جعلتها طويلة حقاً … لن أتكلم في هذا الصدد أيضاً وسأتركه لوقت ما في حال أردت كتابة تدوينة تكون بمثابة جردة عامة لها .. هذا لو تذكرت فعل ذلك.
ستبدأ المدارس غداً إن شاء الله .. وهذا أمر ايجابي لولا المصاريف وازدحام باصات النقل العام لدرجة تجعل احتمال العثور على كرسي خال مشابه لاحتمال ربحك الجائزة الكبرى في اليانصيب من دون أن تشتري أي بطاقة .. أنا لا أشتري بطاقات يانصيب بالمناسبة 🙂
البرودة التي هزمت الحرّ والسنة التي بدأت تتململ راغبة في الرحيل والسنة الدراسية الجديدة .. وقدر لا بأس به من الحزن.
مرحباً بك يا صديقي مرة أخرى.
عندما سقط النيزك
كانت ابنتي الكبرى تجلس في الشرفة ليلاً عندما شاهدت انعكاس ضوء برتقالي على زجاج النافذة .. استدارت ورأت كرة لهب تعبر بسرعة عالية وتختفي .. أصابها الخوف في البداية واطمأنت بعدها عندما لم يحدث شيء زائد عما رأته .. انفجار أو ما شابه.
وعلى أحد وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك نقاش حول المكان المحتمل لسقوط النيزك مع دعوات ساخرة للذهاب والبحث عنه وبيعه بسعر خيالي سيجعل ممن عثر عليه غنياً أكثر من الدول المانحة نفسها.
وكما هو معلوم فإن كلمة مانح بالانجليزية تعني دونر وبما أننا في تركيا فإن معنى كلمة دونر باللغة التركية هي صندويشة تحتوي على لحوم وهذا المعنى هو الأقرب لما قد سيحصل لمن سيفكر بالذهاب والبحث .. ضمن أكوام الباحثين .. عن جسم خارجي بالغ القيمة سقط في مكان ما من حوله.
لو حدث ذلك سيكون الأمر مشابهاً لما يحدث في قصص البحث عن الكنز .. وستكون الغلبة للأقوى .. وفي بعض البلدان خاصة الديكتاتورية منها ستكون الغلبة للحكومة التي ستكون هي صاحبة النيزك حتى لو استقر النيزك بنهاية الأمر في خزانة المطبخ في بيتك .. وكله بالقانون.
أما ما حدث لنيزكنا هو أن شاباً ريفياً قد عثر عليه وطلب أربعة ملايين ليرة ثمناً له .. شاب ريفي لم يكن حويطاً بما يكفي لكي يثبّت سعر النيزك بالدولار الأمريكي .. ويبدو أن هناك حلماً ما لديه ثمنه أربعة ملايين ليرة والشاب يريد هذا المبلغ فقط .. القناعة حلوة حقاً.
أما أنا فلو سقط نيزك ما على مقربة مني واستطعت العثور عليه .. سيكون عليّ أولاً تركه ليبرد .. هذا ليس صحن طعام تم سكبه من وعاء الطبخ المغلي حتى تأكله مباشرة .. ثم بعد ذلك سأعرضه للبيع على الانترنت .. هكذا سأقبض قيمته بالعملة الصعبة ولهذا فوائده كما تعلم وأقل فائدة منها أن أحلام أولئك القادرين على دفع قيمة النيزك ستكون مكلفة أكثر من أحلامنا المحلية لذلك لن يجدوا ما سأطلبه لقاء النيزك مبلغاً ضخماً.
ما كتبته طبعاً هو مجرد أحلام يقظة .. نحن أناس بسيطين يا صديقي لذلك لن ينوبنا غالباً من النيازك سوى مشاهد سقوطها والخوف من أن يتسبب ذلك بمشاكل أخرى.
كلام يتحول لصورة
أنا منبهر بصراحة بما يستطيع الذكاء الصناعي تحقيقه وبالأخص توليده للصور عن طريق كتابة بضعة عبارات .. وفكرت في وقت سابق أن أشترك بخدمة ميدجورني ولكن قيمة الاشتراك المرتفعة جعلتني أعدّ للمئة .. الواقع أنني عددت للمئة آلاف المرات لأنني كنت أنسى دائماً في نقطة ما الرقم الذي وصلت إليه في العد.
ثم اشتركت بعد ذلك في خدمات أدوبي لهدف معين لن أتحدث عنه الآن لأنه ببساطة لم يتحقق بعد .. واكتشفت بعدها وجود نفس التقنية في أدوبي فاكتفيت بها لأسباب مالية بحتة وإن بقية عيني على ميدجورني.
منذ أيام نشر الأستاذ ثمود عدداً جديداً من نشرته البريدية وكان قد وعدني سابقاً بعمل مراجعة لميدجورني التي يشترك بها فعلاً .. وجاءت المراجعة مفرحة لآمالي لأنني اكتشفت من خلالها أن ميدجورني ليست بأفضل من أدوبي .. بإمكانك لو أحببت قراءة نشرة ثمود وسأضمن لك دقائق مفيدة ومسلية فعلاً.
وأنا أعتقد أن خدمات تحويل النص الى صورة ستكون في الطريق الصحيح نحو الاحترافية لو وفرت خاصيتين أساسيتين جداً :
الأولى : التعامل مع الصور المولّدة على أساس الطبقات أي أن تضع العناصر المشكلة لها في طبقات مستقلة بحيث يستطيع المستخدم تغيير أي مكون من دون أن يؤثر ذلك على البقية .. أدوبي تفعل ذلك بشكل ما من خلال تحديثات نسخة البيتا من برنامج فوتوشوب ولكن ذلك يتطلب أن تولد كل جزء من الصورة بشكل مستقل وهذا يتطلب وقتاً أكثر.
الثاني : أن يتم التعامل مع أجزاء معينة من الصورة بمفهوم الكائنات الغير قابلة للتعديل الجذري … كمثال لنفترض أنك تريد أن يرسم لك الذكاء الصناعي شخصية ما وبعد عدة محاولات أعجبك شكل شخصية معينة .. عند ذلك يجب أن توجد آلية ما لتحويل تلك الشخصية الى قالب ثابت تستطيع فقط التعديل على ملامح وجهه من حزن الى فرح الى غضب أو على ثيابه أو عمره أو على جميع زوايا ظهوره وطريقة ظهوره ضمن الصورة.
خلاصة الكلام : تطبيقات الذكاء الصناعي ما زالت في طور الطفولة المبكرة والله أعلم بمدى تطورها خلال السنوات القليلة القادمة.
زلزال المغرب
استفقت البارحة على خبر الزلزال الذي حدث في المغرب .. وأعاد لي ذلك ذكريات قريبة مؤلمة .. أنا أعرف تماماً .. بطبيعة الحال الماضي .. ما يمر عليهم الآن وخصوصاً خلال اضطرارهم الى المبيت خارج المنزل .. ولو لم أتعرض لأيّ من ذلك فأنا مسلم وعربي وهم مثلي أيضاً في إحداهما أو كليهما وهذا يكفي لكي أحزن على ما أصابهم.
الحمد لله أن الطقس عندهم لم يصبح شتاءاً بعد وأرجو من الله أن تتحسن الأمور عندهم قبل حدوث ذلك وأرجو أن يرحم موتاهم ويشفي جرحاهم.
ذكرتني بما مضى، كنت مع أصدقاء في جزيرة ما نأكل العشاء ونتبادل الحديث، أضاء السماء والأرض شهاب وقد كان منظراً جميلاً مخيفاً لمن لم يره من قبل، لحظة سريعة لم تدم سوى ثانية، في اليوم التالي رأينا صخوره تطفو على البحر وجمعنا بعضها، لا قيمة لهذه الصخور أو ربما لها قيمة ما لكن لا أدركها.
أحياناً .. وفق ما أعرف .. تكون لها قيمة كبيرة من خلال دراسة ترسباتها أو نوعية تركيبها لمعرفة من أين أتت .. قد تحوي معادن نادرة أيضاً .. الأمر يتعلق بالجهة التي تريد عمل تلك الدراسات.
مقالة جميلة، النيازك مصدر ثراء لمن يعرف قيمته. بينما أرسم قليلًا بالذكاء الاصطناعي ولا يروق لي الناتج.
أشكرك معاذ 🙂 … ولا أنا تروق لي النتائج إلا في أوقات قليلة … الذكاء الصناعي لا يدري ماذا يوجد في خيالك بالنتيجة