مرحبا يا صديقي
عدت الى بيتي أخيراً والحمد لله بعد حوالي خمسة أشهر من ابتعاد اضطراري بسبب زلزال جنوب تركيا .. تحدثت عن ما جرى بإسهاب هنا و هنا .
عدت الى بيتي هذه المرة ولم يحدث لي مثل ما حدث زمان عندما خرجت من بيتي في حلب على أني سأعود بعد عدة أيام ولم أعد الى هناك قط .. اختلفت نهاية الحكاية هذه المرة ولله الحمد.
عندما فتحت الباب ودخلت منذ حوالي أسبوع شعرت بعدة مشاعر متضاربة .. فرحة غامرة وحزن لدرجة البكاء مع حنين قوي لذلك البيت الذي قضيت فيه الخمسة أشهر المنصرمة .. لهذا حكاية سأكتبها في تدوينة منفصلة قادمة إن شاء الله.
عادت لي خلال لحظات ذكريات تلك الثواني التي كنا أقرب فيها للموت من الحياة .. الأيام التي قضيناها أنا وعائلتي في المدرسة جوار البيت ثم السفر نحو سيواس .. ذكريات عديدة كنت نسيتها من جراء الصدمة بدأت تعود ببطء بمجرد دخولي للبيت.
بدأت بتنظيف غرفتي وإعادة الكتب للمكتبة التي كانت قد سقطت على الأرض بفعل الزلزال الثاني ولم تتضرر بأضرار كبيرة والحمد لله .. أعدت كل شيء الى مكانه .. لم تعمل بطارية الحاسب المكتبي UPS فأخذتها لمركز الصيانة وأصبح كل شيء بعدها على ما يرام.
بدأت الأمور تعود ببطء لسابق عهدها ولكن مع ذلك هناك فروق كبيرة حدثت في عاداتي اليومية وفي نظرتي للأمور .. فروق أزعم أنها نحو الأفضل.
أدعو الله أن يديم علينا نعمة الاستقرار والستر وأن لا يعيد علينا تلك الأيام الصعبة مرة أخرى.
صندوق تينيوس كدراما إذاعية
أكبر حلم لدى أي كاتب هو أن تنتشر كتابته ويقرأها أو يسمعها ويراها أكبر عدد ممكن من الناس .. والميديا وبالأخص تلك القنوات المتخصصة بالدراما الإذاعية على يوتيوب تساعد كثيراً بتحقيق ذلك .. الدراما الإذاعية التي تحول النصوص لكائنات من صوت وأداء بحيث تعطي قدراً من الوجود المادي للشخصيات وتكف عن كونها حبيسة الورق.
وأنا حلمت منذ زمن أن تتحول إحدى قصصي لدراما إذاعية وتحقق هذا الحلم والحمد لله منذ ثلاثة أيام وأصبحت قصتي صندوق تينيوس التي نشرتها سابقاً هنا دراما إذاعية على قناة Novelista Tracks.
لا أستطيع وصف ذلك الشعور الفريد بأن تستمع لقصة من تأليفك وقد اكتسبت شخصياتها التي تعرفها جيداً صوتاً ونبرة .. أنت كاتبها بالنتيجة 🙂
كيف حدث ذلك !؟
الواقع أنني حاولت منذ سنتين مراسلة أكثر من قناة تقدم دراما إذاعية وأرسلت لهم عدة قصص وكان الجواب بعد انتظار إما أن جدول الأعمال مشغول لفترة طويلة أو أن القصة لا تصلح.
كنت وقتها .. ولا زلت .. أتابع قناة PARANORMAL التي تقدم في الغالب قصصاً لأحمد خالد توفيق رحمه الله وبالأخص قصص من سلسلة الآن نفتح الصندوق ومن بين شخصيات السلسلة الثابتة كانت شخصية دكتور مصطفى الذي يؤديها المبدع أحمد فضالي.
ونحن والأستاذ أحمد أصدقاء على فايس بوك منذ سنوات .. أحبُ قراءة البوستات التي ينشرها هناك وأحبُ صورة البنر الذي يضعها على حسابه .. الصورة التي تلخص أمراً كبيراً يجمعنا وهو حب دكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله.
ومنذ فترة .. حوالي السنة أو أكثر قليلاً .. أرسلت له قصة صندوق تينيوس وطلبت منه أن يساعدني في أن تتحول الى دراما إذاعية .. ولم يكذب خبراً .. جزاه الله خيراً .. وعرضها على صاحب قناة Novelista Tracks الكاتب محمد رحمه الذي أعجبته القصة ووضعها في خطة عمل القناة .. ولم يطل الأمر حتى انضمت صندوق تينيوس الى الروايات والقصص العديدة الممتعة الموجودة على القناة.
أنا ممتن جداً لصاحب القناة ولفريق العمل على أداءه الرائع .. ولا أخفيك أنني فخور بأن الأستاذ أحمد فضالي قد أدى دور الراوي في القصة فهو أحد المؤديين المميزين في عالم الأداء الصوتي العربي.
ولن تكون إن شاء الله العمل الوحيد لي في هذا المجال.
الحمد لله على سلامتكم، وعودًا حميدًا.
سأعترف لك بأمر، لم أقرأ التدوينة. أود أن أترك تعليقًا عليها. ثم أعود لاحقًا بعد الإنتهاء من العمل.
كل العام وأنت بخير.
أهلاً وسهلاً بأي وقت بانتظارك 🙂
عودا حميدا،مبروك نشر القصة.
هل ستقوم بطباعة القصص والروايات التي نشرتها؟
الله يبارك فيك .. عادة أنشرها على هيئة نسخة الكترونية وموجود اثنان منها فعلاً في الصفحة الرئيسية للمدونة على اليمين .. أكون شاكراً إن أحببت قراءتها ومنتظراً رأيك
بالنسبة للطباعة الورقية فالأمر صعب .. دور النشر لا تقبل عادة سوى ما يكتب من قبل المشاهير حتى إن كانت كتاباتهم رديئة لأن البيع سيكون مضمون عندها
أنا لم أعد أبحث عن النشر الورقي لأن مصادر النشر في هذا الزمن متعددة والحمد لله.
حمد الله على سلامة البيت ورجوعكم إليه، أتمنى أن تكون العمارة آمنة وليس فيها خطورة من ناحية هندسية، كيف هو الحي هل رجع كل الناس؟
نحن في فترة الخمس أشهر التي تكلمت عنها بعدين عن بيتنا، أفهم مشاعرك على حزنك للبيت الذي قضيت فيه خمسة أشهر، نحن كذلك بدأنا نتعود على هذه المدينة الجديدة بعد عشرة أيام فقط
الله يسلمك يارب .. الحمد لله العمارة آمنة ولا توجد إلا بضعة تشققات غير خطرة في بيتي وفي بيوت آخرى .. رجع الناس الى الحيّ نعم وأعتقد أني من آواخر الراجعين .. الحياة تمضي بكل الأحوال رحم الله موتى الزلزال .. ها أنت ذا أخي معتز تدرك مقدار حزني على ذلك البيت الذي تعودت عليه وأحببته حقاً .. سأكتب عنه تدوينة مستقلة إن شاء الله في وقت قريب .. شكراً على تعليقك وأدعو الله أن يردكم الى بيوتكم سالمين آمنين وأن يرد عنكم كيد الظالمين.
يسرني أنك عدت لبيتك بعد طول غياب، وأفهم شوقك للبيت الذي ظللت به خمسة أشهر. فأنا ظللت نازحًا في مدينة أخرى لخمسة أشهر – للمفارقة -.
آمل أن تكون التغييرات في حياتك إيجابية. ووفقك الله.
جميل تحول قصتك لرواية إذاعية، سأحاول الإستماع لها في أقرب وقت.
الله يخليك يارب .. كان الاستقرار في ذلك البيت تجربة لا تنسى وسأتكلم عنها باستفاضة في تدوينة قادمة إن شاء الله .. يبدو أن خمسة أشهر هو وقت كاف لوجود علاقة روحية مع بعض الأمكنة … التغييرات نتجت عن تفكير طويل بالأحداث الماضية مع محاولة فهم الحياة بشكل أفضل .. بانتظار رأيك في الدراما الاذاعية 🙂
صديقي المبدع أشكرك على ثنائك ومدحك وهذا فقط من كرم أخلاقك و ذوقك الرفيع، الجميلة هي حروفك والرائع هو إبداعك في قصة صندوق تينيوس وأنا لم أفعل إلا ما توجب عليّ تجاه هذه الموهبة التي تستحق أن يستمتع بها الناس، وسعيد جدًا كوني سببًا في إسعادك وإظهار بعض من إبداعاتك للعامة و ننتظر منك المزيد بإذن الله.. بالتوفيق دائمًا. ❤️
الله يخليك يارب صديقي أستاذ أحمد .. أشكرك على كلماتك الرقيقة وعلى دورك ومساعدتك وأرجو من كل قلبي أن تكون هناك مرات أخرى