
مرحبا بك يا صديقي ..
سقط نظام الفأر الهارب كما لك أن تعلم وتحررت سوريا في نهاية السنة الماضية .. أقل من شهرين وستكون سنة كاملة قد مضت على هذه النعمة التي أتتنا من غير معاد والحمد لله.
كان لدي تصور يملأ ذهني دائماً هو أنني سأكون في حلب في اليوم الثاني من التحرير لو تم ذلك في يوم من الأيام وكنت على قيد الحياة ..
والحقيقة أنه بقي مجرد تصور ولم أستطع تحقيقه حتى الآن .. والسبب هو أنني بدأت في دوامة المخاوف المتعلقة بفقداني عملي منذ ذلك الوقت حتى حدث ذلك فعلاً منذ عدة أشهر .. وفقدان العمل يجعلك مكتوف الأيدي بشكل كبير لأن الزيارة بعد نحو أربعة عشر عاماً لن تكون مجرد زيارة عابرة ولن تكون أنت بخير وهناك هواجس شتى تلاحقك مع كومة من التساؤلات حول المستقبل.
لذلك لم أستطع حتى الآن زيارة سوريا مع رجاء بأن يتم ذلك في أقرب وقت .. الله المستعان.
برغم ذلك هناك العديد من الذكريات التي وصلتني والتي هي البقية الباقية من كتبي ومتعلقاتي بعد النهب التي تعرضت له .. يقولون أن اللصوص لا يسرقون الكتب .. يبدو أن اللصوص الذين سرقوا كتبي لم يسمعوا بهذه الحقيقة من قبل.
وبعد أن وصلتني بالسلامة جلست أتأملها وأشمّ رائحتها التي أعادت لي ذكريات مدهشة .. مدهشة لأنني نسيتها ومدهشة لاصرارها على الحياة بعد كل هذه السنوات الطويلة .. لقد عاد لي جزء من نفسي بتصفحها وتقليبها.
أتأملها لبرهة ثم أعود لأتأمل المكتبة التي بنيتها خلال السنوات الماضية والتي تحوي تنويعة من الكتب التي كان مجرد تخيل امتلاكها زمان نوعاً من الحلم .. وأعود لتأمل ما وصلني من كتبي وأتذكر ريمي .. الشخصية الكرتونية التي كانت تتجول مع عدد من الحيوانات لتقوم بعروض خلال القرى .. الحيوانات التي أكلتها الذئاب في ليلة ثلجية باردة مخلفة في نفس ريمي الكثير من المرارة .. امتلك ريمي حيوانات أخرى مع الأيام ولكنه لم ينسى أصدقاءه القدامى قط.
هذه بعض من صور الكتب والمجلات التي وصلتني مع أشياء أخرى.












لنفتح أدراج المشرحة
الحلقة الثانية من سلسلة ” لنفتح أدراج المشرحة ” عرضت منذ ساعتين والحمد لله على قناة بارانورمال .. مجرم حويط وفتاة واقعة في مأزق .. مشرحة استقبلت جثة وبدأت معها المتاعب والدماء ..
خطرت لي فكرة هذه السلسلة في نهاية السنة الماضية .. كنت أفكر في بضعة قصص يجمع بينهم وقوعهم في مشرحة ما ثم رأيت أن الأمر يستحق سلسلة كاملة وليس مجرد مجموعة صغيرة من القصص وهكذا بدأ كل شيء حتى نُشرت الحلقة الأولى منذ نحو الشهر.
كتبت ومازلت أكتب سلسلة ” الآن نفتح الصندوق ” منذ السنة الماضية وهناك عدد لا بأس به من الحلقات التي بدأت تتزايد في بطء .. السلسلة التي كان يكتبها دكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله والتي نجحت بفضل الله بإعطائها أبعاداً جديدة وخاصة من حيث علاقة بطل السلسلة دكتور محفوظ حجازي بصديقه الدكتور مصطفى دكتور الطب النفسي بالإضافة الى حبكات جديدة على السلسلة.
حبكات قصص الرعب تشكل تحدياً كبيراً لأن الحقل محدود والمزارعون كثر وعليك أن تحفر بعمق لتعثر على شيئاً ما صالح لأن يحكا.
لذلك كانت السلسلة الجديدة .. لنفتح أدراج المشرحة .. تنويعاً آخر لقصص الرعب حيث يكون المكان هو البطل الثابت طوال الحلقات.
وأنا .. بيني وبينك .. أشعر بارتياح كبير .. أن تكتب لتُسمع هذا شيء جيد يعرف قيمته جيداً الحكاؤون … أنا أحاول دائماً أن أكون منهم وأرجو على الأقل أن أنجح بشكل ما.
إذا كنت تحب هذا النوع من الدراما فسأكون سعيداً لو سمعتها وأبديت رأيك بها .. وبهذا أسعد وله قلبي يطرب.
صديقي العزيز …
سعدت بزيارتك والحديث معك .. الى لقاء آخر.
هذا جميل حقًا، أسأل الله أن يعوضك خيرًا عما فقدت. بعض الأشياء تذكرتها من طفولتي مثل المذياع، وجهاز التحكم، وبالطبع مجلات ماجد وميكي.
سأحاول مشاهدة القصص، شاهدت تغريدتك على تويتر اليوم.
استمر في التدوين. وشكرًا لك!
أمين وإياكم يارب .. جميل أن تكون بعض هذه الأشياء مألوفة لك .. هذا نوع من الذاكرة الجمعية والذكريات المشتركة
سأكون ممتناً لو توفر لك الوقت لمشاهدتها أو لنقل سماعها وأرجو أن تعجبك
كامل التحية والتقدير معاذ