مرحباً بك يا صديقي
البارحة تساقطت الثلوج خلال ساعات الصباح والظهيرة .. حدث ذلك بعد ليلة هطل فيها المطر ومنع الثلوج من أن تغلّف الطرقات بطبقة بيضاء صعبة العبور.
الناس هنا شعرت ببعض الخوف والانقباض بعد أن أعاد لها منظر الثلوج ذكرى زلزال شباط العام الفائت .. الزلزال الذي بقيت بضعة أيام على ذكراه السنوية الأولى .. ذلك الخوف الذي تصاعد منذ يومين بعد أن حدثت هزة قوتها 5.2 على مقياس ريختر قرب مدينة مالاطيا وصل تأثيرها بشكل ملحوظ الى غازي عنتاب حيث أستقر حالياً.
لم يدم وجود الثلج طويلاً .. أشرقت الشمس اليوم وأذابت ما لم تذبه مياه الأمطار .. كنت أتمنى لو تساقط بشكل كثيف وبقي لأسابيع كما كان يحدث خلال السنوات الماضية .. البقاء في المنزل لعدة أيام ليس شيئاً سيئاً بالنسبة لي .. وأنا أعلم أن هناك من قد يصاب بالجنون لو جلس يوم واحد من دون خروج من منزله .. هكذا الناس تختلف طبائعهم ويتمنون ما يناسبهم هم لا ما يناسب غيرهم بطبيعة الحال.
عموماً سواء امتلأت الشوارع بالثلوج أم لم يحدث ذلك فالأمر سيان .. المهم أننا في الشتاء وأن أيام الحر والعرق مازالت بعيدة نوعاً .. وحتى لو أتت بسرعة جراء عادة الأيام في الانقضاء فالأمر سيان .. ستمضي ويعود الشتاء وهكذا حتى يأذن الله بأمر آخر.
أهلاً بك مرة أخرى …
ذلك المبنى في باب الحديد
بدأت منذ فترة كتابة سلسلة بعنوان حكاية مبنى في باب الحديد .. السلسلة تدور .. كما يظهر من اسمها .. حول تلك الأحداث التي وقعت في مبنى قديم يقع ضمن حارة قديمة هي الأخرى … بعض الحكايات التي حدثت للساكنين في شققه .. وقد ربطت تلك الحكايات بالمبنى لا بالسكان لأن أحداث معظمها تدور بين جنباته أو على الأقل حدثت لأشخاص سكنوا أو يسكنون فيه.
المبنى حقيقي والحكايات يختلط فيها الحقيقي بالخيالي .. ليس على الكاتب القصصي أن يلتزم بالحقائق التاريخية أو الوقائع التي حدثت بدقة لمن يكتب عنهم سواء أكانوا حقيقيين أو وهميين .. تبقى الأحداث خاضعة لنظرته هو وليس بحذافير تفاصيل ما حدث.
وأنا لا أقصد هنا أن الأحداث خيالية بالمجمل .. بالعكس تماماً أغلبها حدث فعلاً ولكن الكتابة تتيح حرية نسج الأحداث وترتيبها بشكل غير متاح في أرض الواقع.
لماذا أكتب هذه السلسلة !؟
الواقع أن هناك سببين رئيسين لذلك :
الأول : نوع من التوثيق لأحداث وقصص سمعتها ورأيت أنها تستحق التسجيل بشكل ما .. التغريبة التي تعرض لها السوريون فرقت بين أهل البيت الواحد وهذا التفرق نتج عنه انقطاع في التواصل الطبيعي بين الأجيال وهذا بالتالي سيُوجد خلل في تناقل الحكايا والذكريات في ما بينهم .. وبكل الأحوال سيضيع أي شيء غير موثق بالورقة والقلم مهما كانت نوعية تلك الورقة ونوع ذلك القلم.
الثاني : هو أن أبقى مواظباً على كتابة القصص .. هذه الهواية التي لا أجد لها وقتاً كاف .. الهواية التي أتمنى من الله أن يأتي يوم أستطيع فيه التفرغ لمزاولتها بشكل مستمر وأوسع .. ضيق الوقت يجعل العديد مما أريد كتابته غير ذي وقت كاف لكي يتحول من فكرة لكلمة.
ما أرجوه حقاً هو أن يعجبك ما أكتبه، ولا أتوقع أن يعجبك كله وهذا طبيعي فمن النادر أن تحظى قصة ما باعجاب الجميع ولكني أبذل ما بوسعي لتحقيق قدر من ذلك الهدف وأرجو أن يكون هذا العذر كافياً بالنسبة لك لو قرأت قصة ما من هذه السلسلة أو أي شيء آخر أكتبه ووجدته رديئاً.
أما أنا فتكفيني زيارتك وتلك الدقائق التي تعطيها لي من وقتك لكي تقرأ ما أكتبه .. أنا أقدر لك هذا من كل قلبي وبه أسعد وله قلبي يطرب.
الفيديو الذي اختفى
برغم السلبيات الكثيرة الموجودة في شبكة الانترنت وتزداد أكثر مع الأيام فهناك بعض الايجابيات أيضاً ..
هذه طبيعة الأمور كما تعلم ..
من بين تلك الايجابيات كان توثيق المواد القديمة بمختلف أنواعها .. مثلاً الكتب القديمة الموجودة على موقع archive وغيرها من المواقع .. مقاطع الفيديو من مقابلات وأغاني وحفلات نادرة على يوتيوب وساوندكلاود.
مواد كان من الصعب الحصول عليها أو السماع عنها من الأصل.
هذه ايجابية هامة كما ترى .. ولكنها تخفي وراءها للأسف سلبية كبيرة.
لنفترض .. كما تحدثت في السابق .. أن شبكة الانترنت قد توقفت للأبد أو ببساطة .. لاحظت هذا عدة مرات .. أن الشخص الذي رفع تلك المادة النادرة على يوتيوب أو غيره قد قام بحذفها أو حذفها يوتيوب بسبب مخالفتها لأحد قوانين حماية الملكية .. هنا ستجد أن احتمال عدم عثورك عليها في مكان آخر هو احتمال لا بأس به .. وهذا ينطبق على الكتب وغيرها.
والحقيقة هي أن من تسبب بهذه الاشكالية ليست الشبكة بحد ذاتها بل من اعتمد عليها بشكل كامل وكأن ما تحتويه منيع من أي حذف أو اختفاء.
زمان كان هناك نسخ ورقية لأي كتاب تريده مهما كان عمره … الآن هناك كتب لم تعد تُطبع غير موجودة عملياً سوى على الشبكة أو عند مكتبات شخصية غير متاحة يتناقص أعدادها باستمرار.
المواد المرئية كانت موجودة على عشرات الأشرطة في المحلات التجارية والمجموعات الشخصية .. وهذه بدورها لم يعد لها وجود بشقها التجاري على الأقل وهي أساساً معرضة للتلف بفعل الزمن.
ما الحل لذلك ؟
وجود مركز تخزين للوثائق والمعلومات محلي لا يستخدم الشبكة … قد يكون مثل هذه المراكز موجودة لحفظ التراث الغربي .. وأشك كثيراً بوجود شبيه لها لما يتعلق بالتراث العربي.
جميل سقوط الثلج، لم أره في حياتي. فهو شديد الندرة هنا.
لو اختفى فيديو فقد ضاع للأبد، الطريقة الوحيدة هي تخزين ما تحب والاستعداد لذلك اليوم.
شكرا لك على المحتوى الجميل 🙂
العفو … شكراً على لطفك وتشجيعك الدائم معاذ
سقوط الثلج جميل فعلاً لكن بشرط أن يتوفر لديك القدرة على البقاء في المنزل أو التحرك بصعوبة لحين ذوبانه .. كثيري الحركة سيمتنعون 🙂
نعم لو لم تحتفظ به فسيضيع ربما للأبد فعلاً .. تصور أن يأتي يوم تعرض فيه غوغل يوتيوب للبيع.